يستعد الأهلي المصري لخوض منافسات كأس العالم للأندية المقامة في قطر خلال فبراير الجاري، ويستهل الفريق القاهري مشواره في المونديال بمواجهة عربية خالصة مع نظيره نادي الدحيل القطري، في الدور ربع نهائي، يوم الخميس المقبل، على أن يقابل الفائز بطل أوروبا بايرن ميونخ.
ويعد المدير الفني للقلعة الحمراء بيتسو موسيماني هو رابع مدرب يقود الأهلي في منافسات كأس العالم للأندية بعد المدربين المصريين حسام البدري ومحمد يوسف والأسطورة البرتغالية مانويل جوزيه، الذي قاد النادي المصري للوصول إلى أفضل مركز للفريق بمونديال الأندية، حينما حصل على المركز الثالث بالبطولة عام 2006.
كما نجح موسيماني منذ توليه قيادة النادي الأهلي المصري، في حصد ثلاث ألقاب مع المارد الأحمر، حيث حقق الثنائية المحلية والبطولة الإفريقية للأندية، لتكون بداية مبشرة لمسيرة ربما تكون حافلة بالعديد من البطولات.
وكان قد أوضح المدرب الجنوب الإفريقي، في تصريحاتٍ صحفية، أن لاعبي الجيل الحالي للنادي الأهلى يمكنهم تكرار الفترة الذهبية للنادي الأهلي مع مانويل جوزيه، مما يوضح رغبة موسيماني في تكرار المسيرة الأسطورية لمانويل جوزيه مع الفريق الأحمر.
ويملك جوزيه تاريخًا حافلًا بالبطولات مع نادي القرن الإفريقي، إذ حقق معه 21 بطولة على المستوى المحلي والقاري، لذا يعتبره البعض أفضل مدير فني في تاريخ النادي، ليبقى السؤال هل يكون كأس العالم للأندية هو فرصة موسيماني لتحقيق مسيرة مشابهة للمدرب البرتغالي؟
مدرب يقدر الفريق
ردًا على هذا السؤال، يقول الناقد الرياضي محمد علاء، إن المدرب الإفريقي يتميز بصفات تؤهله لتحقيق العديد من البطولات مع النادي الأهلي، بغض النظر عن نجاحه في الوصول لما حققه جوزيه مع المارد الأحمر من عدمه، بالأخص في بطولة كأس العالم للأندية.
ويوضح علاء لموقع “سكاي نيوز عربية” أن طريق الأهلي في مونديال الأندية “ليس سهلًا، فمواجهة الدحيل في بداية البطولة ومن بعدها بايرن ميونخ حال الفوز على الدحيل، يجعل مهمة الأهلي لتحقيق مركز أفضل مما حققه في عام 2006 صعبة للغاية، وأقوى إنجاز يمكن تقديمه حاليًا هو الحصول على المركز الثالث مرة أخرى”.
وأكد الناقد الرياضي أن “المدرب الجنوب إفريقي يختلف عن المدربين الأجانب الذين دربوا الأهلي في الفترات الأخيرة، فكون موسيماني من أبناء القارة السمراء، يجعله يعرف جيدًا قيمة النادي الأهلي، إذ يؤكد موسيماني في العديد من التصريحات أن تدريب الفريق الأحمر كان أحد أحلامه التي تمنى تحقيقها، فوجود مدرب إفريقي من خارج مصر على رأس الجهاز الفني للأهلي، هو حدث نادر لم يتكرر في مسيرة النادي منذ إنشائه”.
كما يصف علاء المدير الفني للأهلي موسيماني بأنه “مدرب مشروع”، يأمل في تحقيق مسيرة طويلة مع الأهلي على عكس المدربين الأجانب التي تأتي لمصر، لجعلها خطوة نحو الوصول إلى الخليج العربي أو أوروبا لجني المزيد من المال.
ويشار إلى أن بيتسو موسيماني مدرب الأهلي الحالي، قد شارك من قبل في كأس العالم للأندية، مع فريق صن داونز الجنوب إفريقي، وفشل آنذاك المدرب الإفريقي في تحقيق أي فوز في البطولة، وحصل فريقه على المركز الأخير.
الفرق بين فترتي “موسيماني” و “جوزيه”
وأضاف: “مهمة موسيماني أكثر تعقيدًا من المدرب البرتغالي، نظرًا لزيادة المنافسة حاليًا على المستوى المحلي، فأثناء تدريب جوزيه للأهلي، كان الفريق يملك أقوى لاعبي مصر، بفارق كبير عما تملكه الفرق الأخرى، كما كان يمتلك المارد الأحمر القدرة الشرائية الأقوى في مصر، ليتمكن النادي آنذاك من حسم أي صفقة بسهولة نظرًا لضعف الموارد المادية للفرق الأخرى وعلى رأسها غريمه التقليدي النادي الزمالك”.
وفي السياق ذاته، يوضح علاء أن المنافسة على المستوى المحلي باتت صعبة على الفريق الأحمر، حيث تمتلك معظم فرق الدوري عناصر قوية داخل فرقها وعلى رأسها فريقي الزمالك وبيراميدز، “وهذا يزيد من صعوبة مهمة الأهلي في البطولات القارية والعالمية، لاعبو الفريق حاليًا لا يخوضون عدد أقل من المباريات السهلة على المستوى المحلي، كما كان يحدث في فترة جوزيه، هذا يجعل جاهزية الفريق لخوض البطولات الخارجية أقوى، لكنه أيضًا يزيد من إجهاد اللاعبين خلال فترات الموسم”.
وتابع: “الأهلي يخوض عدد مباريات أكبر من الفرق الأخرى، لمنافسته في مختلف البطولات، يبحث في جميعها عن اللقب وليس فقط الظهور المشرف، هذا يجعل مهمة المدير الفني بيتسو موسيماني صعبة للحفاظ على اللاعبين طوال فترات الموسم، خاصةً مع زيادة الفرق المنافسة في البطولات المحلية”.
واستطرد: “بداية الاستثمار الرياضي بمصر في مجال كرة القدم، جعل سيطرة فريق بعينه على الصفقات صعب الحدوث، في تلك الأيام، نجد فرق تستطيع جذب نجوم داخل النادي الأهلي، بالمقابل المادي المغري، مثل رمضان صبحي وعبد الله السعيد، في ظاهرة لم تكن موجودة في الفترات التدريبية لجوزيه مع الأهلي”.
كما أوضح الناقد المصري، أن موسيماني يملك العامل الأقوى للنجاح في خلق مسيرة شبيهة بجوزيه، وهو الدعم الجماهيري، إذ توضح تعليقات الجماهير عبر منصات التواصل الاجتماعي، مدى محبة جمهور المارد الأحمر للمدرب الجنوب الإفريقي، ويعتبر علاء أن التشابه الأقوى بين المدربين، يتضح في قدرتهما على السيطرة على اللاعبين داخل غرفة الملابس، والتعامل النفسي الجيد مع عناصر الفريق، للحصول على أكبر مردود منهم داخل المستطيل الأخضر.
وختم: “رغم الظروف الصعبة التي سيخوض فيها موسيماني تجربته، ربما يستطيع كسر الأرقام القياسية لـ”جوزيه” في الأعوام المقبلة، أو على الأقل سيحقق العديد من الألقاب مع الفريق، لكن أعتقد أن منافسات كأس العالم لن تكون خطوة البداية لذلك”.
وعلى الجانب الآخر، ينتقد بعض المحللين الرياضيين موسيماني، وعلى رأسهم مدرب طنطا واللاعب السابق للأهلي والزمالك، رضا عبد العال، حيث أوضح في تصريحات سابقة لموقع “سكاي نيوز عربية” أن المدرب الجنوب الإفريقي “أقل من النادي الأهلي”، محذرًا من حدوث كارثة قد تواجه الفريق على مستوى النتائج في البطولات القادمة.
كما قال عبد العال، أن روح اللاعبين كانت العامل الحاسم لحصد البطولات التي حققها موسيماني مع الفريق، وأنه لم يرى حتى الآن أي بصمات واضحة للمدرب الإفريقي على مستوى الأداء داخل الملعب، مؤكدًا أنه يتوقع فشل المدرب الإفريقي في قيادة النادي الأهلي لتحقيق أي مركز متقدم خلال مونديال الأندية.