Home بأقلامهم  معرض مسقط الدولي للكتاب عرس ثقافي خليجي وعربي ودولي

 معرض مسقط الدولي للكتاب عرس ثقافي خليجي وعربي ودولي

 معرض مسقط الدولي للكتاب عرس ثقافي خليجي وعربي ودولي
0

تحليل يكتبه: أحمد تركي … خبير إعلامي في الشأن العُماني

يُعد معرض مسقط الدولي للكتاب في يوبيله الفضي بدورته الجديدة الـ 25 والتي يدشنها الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، بعد غد 22 فبراير،  بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، عُرساً ثقافياً يتجدد باستمرار لينهل منه المُتعطشين إلى الفكر والثقافة والأدب والفن، وسط مناخ من حرية الرأي والفكر المستنير.

 

تأتي هذه الدورة لتؤكد على التواصل الثقافي الذي طالما أكد عليه السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ فقد ظلت قضية العلم والمعرفة والثقافة محل اهتمام بالغ  منذ بزوغ فجر النهضة العُمانية وحتى رحيله، الأمر الذي يعكس عمق الإيمان بأهمية العلم والمعرفة والثقافة، وأنه المرتكز الذي قامت عليه الأمم والحضارات، وبه استطاعت أن تبني نهضتها العلمية والفكرية والإنسانية، وأن تخدم البشرية، وتبلغ الدرجات العلا في جميع المجالات.

 

وبات المعرض واحدا من المعارض المهمة على المستويين الخليجي والعربي، إذ يعتبره المثقفون إطلالة حضارية وثقافية عُمانية متجددة على العالم، يعرضون خلاله إبداعاتهم الأدبية والثقافية دون حظر أو تقييد.

 

تهدف سلطنة عُمان من تطوير مناشط وفعاليات معرض مسقط للكتاب عاماً تلو الآخر إلى بناء وصياغة عقلية الانسان بما يتواكب مع التقنيات الحديثة والتدفق المعلوماتي في عصر أصبح فيه العالم عبارة عن “قرية كونية” من خلال شبكة المعلومات الدولية “الإنترنت” والتي صاحبها التطور غير المسبوق في الإعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي من تويتر وفيس بوك وغيرها من الأدوات العصرية الجديدة.

 

وتكريسا لهذا الإيمان العميق بأهمية الفكر والثقافة، أخذت الترجمة العملية لكل ذلك تمضي على وتيرة لافتة ومستمرة ومتعاظمة، فلم تقتصر الاهتمامات العُمانية على خدمة العلم والعلماء والثقافة والمثقفين، وأصبحت كراسي السلطان قابوس في الجامعات الأجنبية، إحدى العلامات البارزة على مكانة العلم والعلماء والثقافة والمثقفين، والفكر ورجالاته.

 

ولا شك أن معرض مسقط الدولي للكتاب شهد تطورا عاما بعد عام ويحمل الجديد دائما واستطاع أن يكون له حضور قوي بين المهرجانات العربية والعالمية بما يضمه من فعاليات مميزة خاصة ما يتعلق بالأسرة والطفل بدليل أنه تم تصنيفه ضمن أفضل ثلاثة معارض على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي واحتل المركز الثاني على المستوى العربي كأفضل معرض من حيث القوة الشرائية والإقبال الجماهيري حسب تصنيف اتحاد الناشرين العرب.

 

وقد أكد الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام رئيس لجنة معرض مسقط الدولي للكتاب، أن المعرض في دورته الـ 25 سيحظى بالوصول إلى حوالي 550 ألف عنوان كتاب وذلك مقارنة بحوالي 500 ألف عنوان في النسخة الماضية، وذلك من خلال مشاركة 676 دار نشر بشكل مباشر و 270 بشكل غير مباشر أي عن طريق التوكيلات ليصبح الإجمالي 946 دار نشر 32 دولة مشاركة في المعرض، وذلك بزيادة بمعدل 64 مشاركا في عدد المشاركين و زيادة بواقع 184 جناحا في عدد الأجنحة عن الدورة السابقة .

 

ومن الإضافات الجديدة التي شهدتها هذه الدورة من المعرض الانتقال من ضيافة المدن العمانية إلى ضيافة المحافظات لتحظى محافظة مسندم بضيافة شرف المعرض هذا العام 2020 بعد أن حظيت به محافظة البريمي العام الماضي ، حيث تم تخصيص أربع قاعات متكاملة للفاعليات الثقافية وركن موسع للبرامج الثقافية ومناشط الطفل وغيرها من التسهيلات التي تفتح المجال الرحب لإقامة المناشط المختلفة على هامش المعرض والتي تزيده ثراء وقيمة وقوة.

 

إن معرض مسقط الدولي للكتاب يعتبر انجازاً ثقافياً بما يتميز به من الجمع بين الأصالة والمعاصرة يربط الأجيال المتعاقبة بماضيها وحاضرها ومستقبلها لاستكمال البناء على أساس معرفي قوي ومتين وبما يحقق الاستقرار والراحة والسعادة المنشودة للمجتمع.

 

ويسعى معرض مسقط الدولي للكتاب إلى رفع الوعي المجتمعي ، ودعم الحراك الفكري والثقافي ، وزيادة نسبة معدلات القراءة في المجتمع بما ينعكس إيجابيا على تنمية المجتمع، وتنشيط حركة النشر على المستوى العالمي.