ريحُ صِبا
………………….
ويمرُ طيفكَ في خاطري
كريحِ صِبا
اتٍ من ماضٍ بعيد
فتهتزُ روحي
اليكَ شوقا
وترقصُ بذكراكَ طربا
وياخذني خيالي
لمرقصِ حبكَ
ادور في احضانك
كما كنا
في ذاك الزمن
السعيد
فتتكالب عليَ الذكريات
لتنهشَ الفكرَ مني
وتوقد في صدري
حرائقٌ وقودها
اشجار الحنين
أدورُ كالطيرِِ اذا ماذُبِحَ
واتمرغُ بدماءِ عشقي
في ترابِ غرامكَ
ويصرخُ وجع اشتياقي
اياكَ وحدكَ
لا غيركَ اريد
فاناديكَ معاتبا
باللهِ عليكَ
كيفَ امسيتَ ذكرى
وقد حسبتكَ
لعمري عمرا
وهوايا كانَ في هواكَ
دماءا تنبضُ
في الوريد
الان صرتُ
امدُ يدَ خيالي
علها تلمسُ وجهكَ
فتعودُ اليَ
خاليةَ الوفاضِ
فامدها ثانيةً
في فضاءِ ذكراكَ
واعيد الكرة الف مرة
بيأس الرجاءِ
من جديد
ويحَ قلبي
كيفَ اخذتكَ
جيوش السنين مني
وانتزعتكَ من بين احضاني
قد غَلَبَتني
في العدةِ والعديد
فان حاولتُ
ان اغلقَ باب ذكراكَ
بعدَ ان انهِكتني بهجركَ
فان اغلقتُها
وجدتكَ في احشائي
مربوطٌ بحبل سرتي
كطفلٍ وليد
كيفَ غافلتني المنون
باخذكَ في غفلةٍ
فانهدت خيامي على راسي
وبتُ من بعدِ بعدك
من غيرِ سترِ قلبكَ
مطارداً شريد
فلا ديار من بعدكَ تاويني
ولا احضان احبةٍ
مهما عشقتني
صارت تدفيني
ولا عمرا مهما طالَ
عشتُ فيهِ يوماً
من بعدكَ
على اشجار الحبِ
كطائرٌ غريد
فاني لا املكُ
غير ان استسلمَ
لريحِ الصِبا من طيفكَ
فاذا ماهبت عليَ
تجعلني من موتي في حياتي
بنشوةِ ذكراكَ
لحياتي استعيد
لبنى السالك