ناقش الملتقى العربي للفن التشكيلي، سؤال “ما بعد الحداثة” بحضور عدد من النقاد العرب، بينهم الناقد العراقي ماجد السامرائي والناقدة الكويتية ريهام الرغيب.
وقالت الناقدة الكويتية الدكتورة ريهام الرغيب، في ورقة بعنوان “فنون ما بعد الحداثة وأسباب عدم انتشارها في الوطن العربي” إن فنون ما بعد الحداثة مهدت لظهور المتغيرات الجديدة في المفهوم الجمالي، معرفة ما بعد الحداثة بأنها مجموعة اتجاهات وتيارات فنية ظهرت في نهاية القرن العشرين حتى وقتنا الحالي، وأن ما يميزها هو القطع مع الماضي والبحث عن أشكال من التعبير الجديد وعدم اهتمامها بالتقاليد والأعراف، وأن هذا التحرر كان له أهميته الكبرى إذ أنه أعطى الفرصة للفنانين لتخطي المقاييس الكلاسيكية الجادة والانطلاق إلى الواقع كتجربة معيشة في الفن.
وأشارت الناقدة الكويتية إلى أن الجمال ارتبط بالفن، وأصبح للفن هويته المستقلة التي تعبر عن حاجات الفنانين والناس والمجتمع، وتعكس آراءهم وطموحاتهم وأصبحت هناك حاجة إلى التغير المستمر والبحث عن الإبداع والجمال.
من جهة أخرى، عددت الدكتورة ريهام أسباب عدم انتشار فنون ما بعد الحداثة في الوطني العربي وأجملتها في ندرة الدراسات والأبحاث العلمية المتعلقة بالاتجاهات المفاهيمية والبيئية والتوليفية كقيم جمالية معاصرة، التي تقوم على أساس معايير القيم الجمالية. خمول الحركة النقدية العربية في الفنون التشكيلية، وعدم تشجيع المبعوثين على دراسة نقد الفنون التشكيلية، و عدم دعم وتشجيع المؤلفين بإصدار كتب متخصصة على نقد الجمال في العمل الفني التشكيلي، وندرة الدراسات المتخصصة في أثر العادات والتقاليد المكتسبة على الأعمال التشكيلية في فنون ما بعد الحداثة، وذلك لأنها تؤثر على كل مفردات العمل الفني التشكيلي. وفي ختام محاضرتها ساقت الناقدة جدولا يبين فنون مابعد الحداثة وتاريخ ومكان نشأتها.
من جانبه لفت الناقد العراقي ماجد السامرائي في ورقته إلى أن الحداثة مشروع تحديث مستمر. وقال إن توجهات بعض فنانينا العرب اليوم الذين يركزون في أعمالهم على “أشكال” غالبا ما تتعين بمظهرها الخارجي، وباستخدام عناصر ومكونات ذات أشكال منجزة سلفا، وليست من إبداع الفنان الذي يستخدمها استخداما وظيفيا، لا ليقدم بها ومنها شكلا يتعين بدلالته، وإنما ليقدم دلالة مفترضة من قبله بما يضعف عملية التلقي.