كتب ـ عـلى سـالم إبراهيم
تستهل مؤسسة (بيكاسو أيست للثقافة والفنون) موسمها التشكيلي الجديد بمعرض “رباعيات مصرية”.. حيث تستضيف قاعات جاليري بيكاسو أيست مجموعة نادرة ومتميزة من لوحات أربعة من عمالقة فن التصوير.. وهم الفنانين المصريين من أساتذة الفن التشكيلي الكبار:
ــ الفنـان جميــل شــفيق ـ الفنان حسن عبد الفتاح
ــ الفنان سيد سعد الدين ـ الفنــان محــمد العـلاوى
وصرح الفنان رضا إبراهيم بيكاسو منسق المعرض بان الفنانون الأربعة الكبار يقدمون عبر ما يزيد عن ثلاثين لوحة من أبرز أعمالهم المتميزة.. سيمفونية رائعة ومتنوعة من الألوان والتصوير والإبداع.. تمثل في مجملها نموذجا فريدا من مقتنيات فن التصوير المصرى الحديث.. من المجموعات الخاصة بجاليري (بيكاسو ايست)
فيتألق جميل شفيق عاشق الرسم بالأسود على مساحات الفراغ المتسع بالأبيض.. بعودته للحميمة المفتقدة بين البشر.. وعالم الكائنات المتناثرة من حوله.. فتميزت لوحاته بالعودة للطبيعة البكر.. حيث نجح الفنان جميل شفيق في أن يخلق لعالمه مفردات ذات دلالات يلتقطها من الحياة.. كالحصان.. والمرأة.. وصلصال الطيور.. يقدمها في هذا المعرض برؤية فلكلورية ضاربة في عمق التراث.
وتتجلي براعة الفنان حسن عبدالفتاح الذى يفاجئنا بالجديد دائما.. فيقدم هنا أسلوبا يتميز بنسق خاص في صياغة الشكل.. يستمد روافده الفنية من فلسفات التصوير الحديث ومذاهبه التعبيرية والتجريدية.. فهو ينتمي إلى مدرسة راغب عياد رائد فن التصوير الحديث.. فالخط عنده هو أساس تطور العمل الفني.. وهو الذي يحدد التكوين ويحرك العين.. محافظا بجرأته المعهودة على حرارة (الاسكتش) ودفء اللون وجرأته.. وعفوية وبكارة الانطباع الأول.
وينحاز الفنان سيد سعد الدين إلى عالمه المشحون بالدلالات والأسرار.. فهو يقتنص اللآلئ البراقة والجواهر الثمينة.. ويقدمها لنا في سبائك باهرة تفيض بالحيوية فهو لا يعبث بالنسب التشريحية للجسد الانساني.. وقدوة سعد الدين عندما منح أبطال لوحاته قدرا من الرشاقة..لا تخلو من الانسياب والشموخ.. من أجل إغناء الشعور بالعذوبة والحلم..فلاذ بالألوان الهادئة الشفافة..فاستسلمت فرشاته للملمس الحريري البراق.
أما الفنان محمد العلاوى فتتجلى فى أعماله “التعبيرية الرمزية” بوضوح منخلا لاستلهام ملامح شخوصه وعناصرها من الطبيعة..ملخصا ملامحها برؤية خاصة ومتفردة… فأعماله النحتية التي يقدمها هنا يتجلى فيها تعدد العناصر ووضوحها في تراكيب مليئة بالفراغات البينية.. والسطوح الحاضرة.. والجدران الشاهقة.. فأعمال العلاوى فى حالة حوار صاخب بينا لكتلة والفراغ.. تضجب الحركة والرسوخ معا.. مما يؤكد الإحساس بالديمومة والصرحية.