Home بأقلامهم د. إسماعيل إبراهيم يكتب: للفقراء حق في أموال الأغنياء
0

د. إسماعيل إبراهيم يكتب: للفقراء حق في أموال الأغنياء

د. إسماعيل إبراهيم يكتب: للفقراء حق في أموال الأغنياء
0

للفقراء حق في أموال الأغنياء وما نقص مال من صدقة, والصدقة تطهر الأموال والقلوب, وتقرب بين الناس, وتمد حبال الود, وتقيم جسور المحبة, وإن كانت الصدقة مطلوبة طوال أيام السنة, فإنها أوجب ما تكون خلال أيام الشهر الكريم شهر الخيرات والكرم.
ولدور الصدقة والإنفاق من المال الحلال في مجتمعنا المسلم, قال الله تعالي آمرا نبيه أن يبلغ عباده بالإنفاق سرا وعلانية, يقول تعالي:’قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال'( إبراهيم:31), ويقول جل وعلا:’وأنفقوا في سبيل الله…'( البقرة:195), وقال سبحانه:’يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم'( البقرة:254),وقال سبحانه:’فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون'( التغابن:16).
ومن الأحاديث الدالة علي فضل الصدقة قول رسول الله:( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله, ليس بينه وبينه ترجمان, فينظر أيمن منه فلا يري إلا ما قدم, فينظر أشأم منه فلا يري إلا ما قدم, فينظر بين يديه فلا يري إلا النار تلقاء وجهه, فاتقوا النار ولو بشق تمرة).
والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلي مثله غيرها من الأعمال, حتي قال عمر رضي الله عنه:( ذكر لي أن الأعمال تباهي, فتقول الصدقة: أنا أفضلكم), وللصدقة فوائد كثيرة منها:( أنها تطفيء غضب الله سبحانه وتعالي) كما قال صلي الله عليه وسلم( إن صدقة السر تطفيء غضب الرب تبارك وتعالي), كما أنها تمحو الخطيئة, وتذهب نارها كما في قوله:( والصدقة تطفيء الخطيئة كما تطفيء الماء النار), وفي الصدقة وقاية من النار كما في قوله:( فاتقوا النار, ولو بشق تمرة).
والمتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول:( كل امريء في ظل صدقته, حتي يقضي بين الناس). قال يزيد:( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة), قد ذكر النبي أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:( رجل تصدق بصدقة فأخفاها, حتي لا تعلم شماله ما تنفق يمينه), كما أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله:( داووا مرضاكم بالصدقة).
كما إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله صلي الله علية وسلم لمن شكي إليه قسوة قلبه:( إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين, وامسح علي رأس اليتيم), ويدفع الله بالصدقة أنواعا من البلاء كما في وصية يحيي عليه السلام لبني إسرائيل:( وآمركم بالصدقة, فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلي عنقه, وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير, ففدي نفسه منهم), فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر فإن الله تعالي يدفع بها أنواعا من البلاء.
ويبارك الله سبحانه وتعالي لصاحب الصدقة في ماله كما أخبر النبي عن ذلك بقوله:( ما نقصت صدقة من مال