مسقط، خاص:
بالرغم من تنوع وتعدد وانتشار وسائل الإعلام بوجه عام، والتي حققت طفرة غير مسبوقة بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، إلا أن أساليب التواصل المباشر، الثقافية والفكرية والفنية، تظل من أكثر الوسائل تأثيرا وفاعلية في نقل صور صحيحة وقادرة على البقاء لفترات طويلة لدى الآخرين.
وانطلاقا من هذا الإدراك ومن الشعور العميق بأهمية وقيمة التواصل الحضاري، رسخت سلطنة عُمان استراتيجية وركائز مهمة للتواصل الثقافي والفكري والفني مع الشعوب الصديقة في مناطق العالم المختلفة.
وفي حين تشكل كراسي السلطان قابوس العلمية، منارات علمية رفيعة، في عدد من أشهر جامعات العالم، في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا واستراليا وغيرها، فإن معارض (الإسلام في عُمان) التي تنظمها السلطنة، من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والجهات المعنية الأخرى، والتي زارت عشرات المدن في العالم، استطاعت أن تقدم – ولا تزال – صورة طيبة وحقيقية حول تسامح الدين الإسلامي الحنيف، وحول قيمه الرفيعة، التي تعلى من قيمة حياة الإنسان ومن دوره في عمارة الأرض وتنميتها والحفاظ عليها، وتشجع على قبول الآخر واحترام معتقداته، وتزداد الحاجة إلى مثل هذه المعارض الراقية للدخول إلى قلوب وعقول الشعوب الصديقة، ومواجهة حملة التشويه التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون بسبب ممارسات الجماعات الإرهابية التي تتمسح بالدين والإسلام منها براء.
وبالتوازي والتكامل مع ذلك يأتي معرض (جوهر عُمان)، الذي بدأ قبل عدة أيام في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، ويستمر حتى 28 من فبراير الجاري، ليفتح المجال واسعا أمام التواصل الثقافي والفكري والفني الرفيع من الشعوب الصديقة، وعلى نحو يعبر عن جوانب مختلفة للإرث الحضاري والتراث العماني العريق، وللنهضة العمانية الحديثة أيضا، وذلك بفضل القيادة الحكيمة للسلطان قابوس بن سعيد.
جدير بالذكر أن الفعاليات المتعددة والمتنوعة، التي يضمها (جوهر عمان)، التي تنظمها وزارة الإعلام، بالتعاون مع وزارة الخارجية، وعدد من الجهات الحكومية والأهلية الأخرى، تجتذب أعدادا كبيرة من أبناء الشعب الليتواني، للتعرف على جماليات محافظات السلطنة المختلفة، والإمكانات السياحية العديدة المتوفرة لها، والاستمتاع أيضا بالفقرات الفنية التي تقدمها فرقة الجمعية العمانية لهواة العود، والاطلاع على معرض الصور، وركن الكتاب العماني، وركن المنتجات الحرفية التقليدية العمانية، وركن الأزياء العمانية، وركن اللبان العماني، وهو ما يحظى باهتمام كبير وملموس من جانب أبناء الشعب الليتواني ويبقى اثره الإيجابي لوقت طويل وبما يدعم مجالات تطوير العلاقات العمانية الليتوانية في مختلف المجالات.