جدال الظل..
في يوم صيفي ساخن ،جلس تحت جدار متهالك ، على كرسي حجري ،
حائرا ، تشتت فكره أمام العقابات المنتشرة على ساحة ذهنه الضعيف،
صامتا، لم يكلم أحدا بما يضايق ويزاحم روحه الضعيفة في هذا العالم .
في لحظة سكونه كلّمه “ابن الأصول” بحديث لا يريد سماعه ولا يبحث له عن جواب :
– “أنت كثير الخمول لا تفعل شيئا ،لا تريد تغيير واقعك المر الأليم حتى تموت تحت وقعة أقدام الماكرين العابثين من صعاليك هذه القرية التي تحضن قبور أجدادك الذين تركوا بصماتهم الرائعة على صفحات التاريخ ،ألم تقرأ سيرهم ؟
أنت تلبس الفشل والتناقض والركون لسوادك ،ككوابيس مزعجة.
لم يرد عليه ، احتضن صمته بقوة ..وواصل “ابن الأصول” توبيخه :
– “ألا تمل جلوسك ها هناوأنت تحك روحك على جدار الغفلة ..و..”لم يكمل حديثه المر حتى انتفض ” الظل” في وجهه ..لقد آلمه وأحدث في نفسه جراحا بليغة لا تداويها صيداليات الدنيا ..:
– “أنا لم أفعل غير الحقيقة في لحظة غضبكم،أنا اتبعت حركاتكم حتى إلى الأماكن المشبوهة ، سكرتم وما سكرت ،وبقيت أنتظر صحوتكم ،وما ابتلت ثيابي من خمرتكم التي سكبتم على بساط صلاتي.. !
أموت كل يوم بعد موت قرص الشمس لتعانقوا أنتم الليل والضوء الأزرق والسرير المخملي..
ماذا فعلت غير انتظار تنفس الصبح بعد ضيق السواد ،لأني أحب البدايات الجميلة التي تصنعها الشمس عند أول ابتساماتها ، تطهر الأرض من نفاق الليلة المشبوهة..”
..وانتهى الجدال بصمت رهيب..