Home الصحة والجمال تعرف على :تأثير مشاهدة المواد الاباحية عند النساء

تعرف على :تأثير مشاهدة المواد الاباحية عند النساء

تعرف على :تأثير مشاهدة المواد الاباحية عند النساء
0

حتى الأن لا توجد دراسات كافية حول أثر مشاهدة المواد الإباحية على المرأة وعن تجارب البعض فى مشاهدة المواد الاباحية

تقول نيلام تايلور، 24 سنة: “كانت المرة الأولى التي أرى فيها مشهدا إباحيا لأكثر من رجل يعاشرون امرأة واحدة عندما كنت في الثانية عشرة من عمري”.

لم تكن تايلور الوحيدة التي فعلت ذلك؛ إذ رجحت دراسة أُجريت في 2016 أن حوالي 53 في المئة من الفئة العمرية من 11 إلى 16 سنة شاهدوا مواد إباحية على الإنترنت.

رغم ذلك، لا تتوافر معلومات كافية عن الأثر الذي قد تخلفه مشاهدة الأفلام الإباحية على المرأة، كما لا تتوافر دراسات أو استطلاعات رأي علمية حول هذه المسألة بالقدر الكافي.

 

أما  نيلام تايلور تقول إنها  شاهدة المواد الإباحية وهي في الحادية عشرة من عمرها وتضيف  نيلام: “كانت صدمة كبيرة، كما تعلمون، عندما تحولت من طفلة تشاهد الأفلام الرومانسية حيث الحب والجنس يمارسان بلطف ونقاء إلى مشاهدة…”، ثم أطرقتْ في تأثر شديد.

ودأبت هذه المراهقة على مشاهدة المواد الإباحية بصورة يومية حين كانت بين الحادية عشرة والسادسة عشرة من العمر.

 

وكانت تختلي بنفسها في غرفة نوم طفولتها – حيث عُلق على الحائط ملصق كبير لصورة المغنية كيه تي تانستول وبعض الصور لأصدقائها بينما تناثرت كتب ومذكرات ورقية على أرضية الغرفة – وتغلق الباب لتقضي فترة “تتراوح من عشر دقائق إلى ساعة” تتصفح خلالها المواقع الإباحية.

وتابعت، وهي في محاولة لتجاوز هذه الصدمة بسرعة: “أعتقد أن المواد الإباحية تصيبك بالتبلد. وبالفعل وصلت إلى نقطة لا يمكن عندها أن تصيبني الصدمة من أي شيء – فعندما تشاهدين المزيد من العنف، تصبح المشاهد من هذا النوع شيئا اعتياديا”.

 

وتقول: “أعتقد أني شاهدت ذلك في الأفلام فقط وأردت أن أعرف أكثر. ربما كانت لدي رغبة جنسية قوية أو لأني وصلت إلى سن البلوغ، لا أدري، لكني بدأت في البحث عن الأفلام المنتشرة التي تحتوي على الكثير من المشاهد الجنسية”.

واستمرت نيلام في رواية قصتها مع المواد الإباحية: “سمعت عن الجنس في المدرسة، لكن مدرستي كانت مقتصرة على الفتيات فقط بينما كان المعتقد السائد أن هذا الشيء يفعله الصبية وحدهم. لقد أثار هذا الشيء فضولي، لكنه كان يشعرني بالخزي أيضا كما لو كنت أفعل شيئا غير طبيعي لا تفعله الفتيات العاديات”.

باتت نيلام متمرسة في هذا النوع من مقاطع الفيديو الذي كان متاحا لها، وعكفت على تكوين ذوق خاص فيما تشاهد.

وأضافت: “كنت أبحث عن المشاهد التي تظهر فيها النساء خاضعات، أو ربما مكرهات كما لو كن مجبرات على فعل ذلك”.

واستكملت حديثها قائلة: “أو كنت أبحث عن رجال أكبر سنا وفتيات أصغر سنا، دون أن أعرف سببا لذلك، لكن في مثل هذه السن المبكرة، في حوالي الثالثة عشرة، لا أعتقد أن تفضيلاتي الجنسية كانت قد تحددت – وكنت أشعر أنها تتأثر بقوة بما أشاهده”.

وقالت سارة: “بدأت مشاهدة المواد الإباحية في سن 13 أو 14 سنة، كنت أشاهدها مرتين في الأسبوع، على الأقل إنْ لم يكن أكثر من ذلك. كنت أشعر أنني أشبع رغبة ما”.

 

وأضافت: “وأتذكر كيف أصبحت لا أتأثر بذلك – فكانت هناك مشاهد يظهر فيها عشرة رجال وامرأة واحدة، وأخرى تعرض حفلات جنس جماعي حيث عدد كبير من الأجساد يظهر أمامي، وكانت هناك أيضا نساء يتلقين الصفعات والإهانات – وشاهدت كل ذلك قبل حتى أن أمارس الجنس للمرة الأولى”.

 

وتابعت: “لا زلت أشاهد هذه المواد، لكن ليس بالقدر الذي اعتدت عليه من قبل. وأعتقد أنه بعد عشر سنوات من مشاهدتها بانتظام، أنني أواجه صعوبة في الوصول إلى النشوة إلا بعد الوصول إلى مستوى مرتفع من التحفيز كالذي أجده عندما أستخدم أداة جنسية تماثل القضيب، أو أشاهد المزيد من المواد الإباحية”.

 

هناك من يلجأ إلى مشاهدة المحتوى الإباحي للهروب من مشكلة ما

كتب كثيرون عن الرجال والمشاهدة المفرطة للمواد الإباحية سواء في الصحف أو في إطار دراسات علمية.

 

وقال طبيب نفسي متخصص في المشكلات الجنسية يعمل لدى الهيئة الوطنية للرعاية الصحية لبي بي سي في 2016 إن سهولة الوصول إلى المواد الإباحية أدت إلى زيادة عدد من يحالون إلى العلاج من مشكلات الانتصاب”.

 

ورجحت دراسة تحليلية أجرتها مؤسسة تعليمية خيرية بريطانية أنه بينما كانت مشاهدة المواد الإباحية مسؤولة عما يتراوح بين اثنين إلى خمسة في المئة من حالات العجز الجنسي في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، مع إطلاق خدمات الإنترنت على نطاق واسع في بريطانيا، أما اليوم أصبحت هذه الخدمات مسؤولة عن حوالي 30 في المئة من حالات العجز الجنسي.

 

ولا يقتصر الأمر على الوظائف البدنية فقط؛ إذ أشار باحثون في الولايات المتحدة إلى أن الرجال الذين يبدأون مشاهدة المواد الإباحية في سن صغيرة يصبحون أكثر اتفاقا مع الخطاب الذي يكرس للسيطرة الذكورية مثل العبارة التي تقول: “الأمور تكون أفضل عندما يتولى الرجال القيادة”.

 

يقول ثاديوس بريتشارد، معالج نفسي متخصص في السلوك المعرفي: “تعتبر مشاهدة المواد الإباحية من الاهتمامات الذكورية بين الناس، وهو ما يرجع إلى حدٍ ما لأسباب ذات صلة بعلم الأعصاب”.

 

وأضاف بريتشارد، مؤسس أول برنامج تدريبي للأطباء النفسيين يوفر المشورة لعلاج إدمان الجنس: “عندما تُثار النساء جنسيا، يفرز المخ لديهن هرمون الأوكسايتوسين المسؤول عن تعزيز الاتصال الإنساني”.

 

في المقابل، يفرز الرجال هرمون الفازوبريسين بكميات كبيرة، وهو الهرمون المسؤول عن الثبات والتركيز، وفقا لبريتشارد.

 

وأضاف: “هذا هو أحد الأسباب التي قد تكون وراء اتجاه الرجال إلى قضاء ساعات طويلة على الإنترنت حتى يصلوا إلى درجة من التركيز تنسيهم كل ما يحيط بهم”.

 

ويرى المعالج النفسي المتخصص في إدمان الجنس أن مشاهدة المواد الإباحية تروق الرجال أكثر لأن “أغلب النساء ليس لديهن اهتمام بأجزاء الجسم”.

تؤثر مشاهدة المواد الإباحية على الهرمونات لدى النساء والرجال

يشير إحصاء إلى أن 94 في المئة ممن تتراوح أعمارهم من 11 إلى 16 سنة الذين شاهدوا مواد إباحية، بدأوا هذا السلوك قبل سن الرابعة عشرة تقريبا، وهذا الرقم يشمل مراهقين ومراهقات.

 

وعندما بدأت البحث من أجل هذا المقال، ظننت في البداية أنني سوف أعثر على قدر ضئيل من المعلومات عن أثر مشاهدة هذا النوع من المواد على المرأة، لأن عدد النساء اللاتي يشاهدن هذا المحتوى أقل من عدد الرجال، وفقا لبيانات المستخدمين الخاصة بأحد المواقع الإباحية الشهيرة، لكنني لم أتوقع أنني سأنتهي إلى لا شيء تقريبا.

 

أشعر أنني متميزة (كوني بيضاء، ولدي هوية شخصية تتوافق مع طبيعة نوعي كأنثى، ولدي ميول جنسية طبيعية)، لكني لم أتمكن من العثور على أي بحث يعكس تجربتي، فهل أنا الوحيدة التي تتمتع بذلك؟

 

بدأت البحث عن آخرين مثلي من الذين يشاهدون الأفلام الإباحية السائدة، لأرى ما إذا كان لها أي أثر عليهم.

 

وأشارت دراسة حديثة أجريت لصالح قناة “بي بي سي 3” التلفزيونية، على عينة مكونة من ألف شخص من الفئة العمرية 18 إلى 25 سنة، إلى أن 47 في المئة من النساء شاهدن مواد إباحية الشهر الماضي، بينما أشار 14 في المئة من المشاركات في الدراسة إلى أنهن اعتقدن في وقت ما أنهن أدمنَّ مشاهدة هذه المواد.

 

وعلى مدار أسابيع وأشهر عدة، ظل الخبراء الواحد تلو الآخر يعطونني نفس الإجابة التي تقول إن النساء لا يُصبن بهوس مشاهدة المواد الإباحية.

 

وحتى إذا فعلن، لن يكون لذلك أثر بالغ عليهن، لكن النساء اللاتي تحدثت معهن كان لهن رأي آخر.

 

تؤثر مشاهدة الأفلام الإباحية على قدرة المرأة على الوصول إلى النشوة من خلال ممارسة الجنس الحقيقي

توقفت نيلام عن مشاهدة الأفلام الإباحية عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، وذلك تحديدا لما كانت تعانيه من آثار على صحتها البدنية.

 

وقالت نيلام: “عندما بدأت علاقتي بصديقي الأول، أدركت أنني لن أتمكن من الوصول إلى الاستثارة الجنسية من خلال ممارسة الجنس الحقيقي”.

 

وأضافت: “أعتقد أن مشاهدة المواد الإباحية تمثل مستوى من التحفيز الجنسي غير الطبيعي، خاصة عندما تعتاد على تشغيل عشرة مقاطع إباحية في نفس الوقت.”

 

واستطردت: “ملاحظة الفرق بين حالتي وأنا أشاهد مقاطع إباحية مقابل ما أحس به أثناء ممارسة الجنس الحقيقي كانت أمرا مرعبا. وكنت أحدث نفسي قائلة ‘سوف أذهب إلى المرحاض حتى لمشاهدة مقاطع إباحية قبل ممارسة الجنس حتى أصل إلى القدر الكافي من الاستثارة'”.

 

منذ ذلك الوقت، توقفت نيلام عن مشاهدة المحتوى الإباحي، مؤكدة أنها لا تعتقد أنها أدمنت مشاهدة هذا النوع من المواد لأنها توقفت عن ذلك بسهولة ولم تعد لديها رغبة في معاودة ذلك مرة ثانية.

 

واتفقت هنَّا، التي لها تجربة مشابهة، مع نيلام عندما أكدت أن مشاهدة الأفلام الإباحية تقلل من الحساسية، لكنها رجحت في نفس الوقت أنها استفادت من المرور بهذه التجربة.

 

وقالت هنَّا: “أنا مثلية، وأعتقد أنني بدأت الانجذاب إلى النساء في سن الثامنة أو التاسعة، لكني لم أكن كذلك حتى شاهدت مقطع فيديو لنساء يمارسن الجنس المثلي، فقلت لنفسي ‘حسنا، تأكدت من ذلك ‘.”

 

وأضافت: “لقد جعلني ذلك في حال أفضل، وبدأت الشعور بالاستثارة الجنسية وأنا في الثانية عشرة”.

 

وتابعت: “ممارسة الجنس مع امرأة أخرى كانت تجربة لها وقع رائع. وأعتقد أن لهذا السبب قد تكون مشاهدة المواد الإباحية أمرا إيجابيا، لأنكِ إذا لم تلتقِ أحدا مثلك، أو يشعر بما تشعرين به، فقد تدخلين في عزلة”.

 

لكنها اكتشفت في نهاية الأمر أن المواد الإباحية ضللتها، وهو ما دفعها إلى أن تقول: “أغلب المثليات اللاتي يظهرن في المشاهد الإباحية ما هن إلا نساء طبيعيات جنسيا يمثلن كيف تمارس امرأة الجنس مع أخرى لإثارة أشخاص مثلي”.

 

وقالت: “يمكنني أن أتمادى إلى ما هو أبعد من ذلك لأتهم المواد الإباحية بأنها وراء جعل المثليات هدفا للكراهية”.

 

وأشارت إلى أن الرجال في الحانات أًصبحوا أكثر عدوانية معها، إذ يطلبون أن يشاهدونها وهي تمارس الجنس مع صديقتها، مؤكدة أنه حتى النساء – النساء الطبيعيات جنسيا – يتعاملن معها وكأنها “فأر تجارب” بدلا من التعامل مع “المشاعر والرغبات” الخاصة بها.

 

أصبحت مشاهدة المواد الإباحية والخزي مرتبطان بقوة في اذهان النساء

قالت ليلى فوردشام، استشارية أمراض النساء والمتحدثة باسم معهد علم النفس الجنسي: “بدأت علاج المرضى منذ 20 سنة، لكني على مدار تلك الفترة لم أصادف امرأة تشكو من مشكلة مع المواد الإباحية.”

 

وأضافت: “هناك دراستان، أُجريت إحداهما بمشاركة 48 امرأة، وأظهرت أنه لا فرق بين جميع حالات وصول المرأة إلى الاستثارة الجنسية. وأُجريت الدراسة الثانية على 200 امرأة في الشرق الأوسط، ولم تكشف أي فرق فيما يتعلق بتكرار الجماع، لكنها أظهرت أن هناك أثرا على الرغبة والاستثارة الجنسية لدى المشاركات في الدراسة، وهو الفرق الذي وصفنه بـ ‘الملل الجنسي'”.

 

ورجحت أنه ربما يكون لمشاهدة المحتوى الإباحي دخلا في التغييرات التي تطرأ على الممارسات الجنسية.

 

وزعمت أنها لاحظت انتشار الأمراض المنقولة جنسيا في الوجه والعينين في المنطقة التي تعمل بها، لا في الأعضاء التناسلية، وهو ما أرجعته إلى زيادة مشاهدة المواد الإباحية.

 

وقالت: “كانت مثل هذه الحالات نادرة منذ عشرين سنة، لكنها في زيادة ملحوظة الآن لقذف الرجال السائل المنوي على وجه النساء.”

 

وتبنت فوردشام منهجا عمليا عندما تحدثت عن معنى غياب الخبرة الطبية في هذا الشأن، قائلة: “أصبح من اللافت ارتفاع عدد المحالين للعلاج (بسبب مشكلات جنسية) بين الرجال، لا النساء، ممن بدأوا مشاهدة المواد الإباحية في سن مبكرة”.

 

وأضافت: “أعتقد أن هذه المنطقة لم تحظ بالاهتمام البحثي الكافي، وعندما لا تتوافر أبحاث كثيرة، يجب أن نفكر في السبب وراء ذلك، وهل يكمن في أن النساء يعانين من مشكلات بدنية ونفسية لكن لا يذهبن إلى الطبيب؟”

 

قصة إيريكا

مصدر الصورةBBC THREE / ERICA GARZA

Image caption

سعت إيريكا غارزا إلى العلاج من إدمان الجنس

بدأت المؤلفة الأمريكية إيريكا غارزا، 36 سنة، مشاهدة العروض التلفزيونية الليلية للأفلام الإباحية الخفيفة وهي في الثانية عشرة من عمرها (كان ذلك عام 1994 عندما كان الإنترنت مجرد خيال).

 

وقالت إيريكا: “أُصبت بانحراف في العمود الفقري وكنت أرتدي دعامة للظهر عند الذهاب إلى المدرسة. وكنت أتعرض لمضايقات، ما دفعني إلى العزلة لأجد في المواد الإباحية وممارسة العادة السرية مهربا مما كنت أعاني علاوة على الشعور بالارتياح”.

 

واعتقد أنها حالة مشابهة لنيلام، لكن مع ارتباط الغضب المكتوم داخلها بشعور متأصل بالخزي.

 

وأضافت: “لا أعلم بالضبط من أين جاء هذا الشعور، لكني أعتقد أن بعض العوامل تسببت فيه. كنت في مدرسة كاثوليكية للفتيات حيث كان يعرف الجنس بأنه علاقة تنشأ بين رجل وامرأة يحب أحدهما الآخر لغرض واحد فقط؛ هو الإنجاب.”

 

وأشارت إيريكا إلى أنه أثناء تنشئتها، لم يتطرق أحد إلى الجنس من زاوية المثلية أو الازدواجية الجنسية، قائلة: “كانت لدي ميول جنسية مزدوجة منذ البداية. وكان يغضبني أن الواقع لم يكن يعكس قصتي، لذا كنت دائما أؤمن بأن هذه القصة هي الطريقة ‘الصحيحة ‘ للشعور بالرغبة الجنسية”.

 

وتابعت: “ولأني أيضا مجرد امرأة – والنساء لا يتحدثن عما يثيرهن جنسيا لأنهن لو فعلن ذلك ربما يصفهم البعض بالعاهرات أو بلفظ بشع آخر. وهكذا يتكون الشعور بالخزي من رغباتنا، وهو ما أعتقد أنه وراء اكتسابنا عادات قهرية”.

 

لم تكن إيريكا تشاهد المحتوى الإباحي كل يوم، لكنها أكدت أن هذه العادة كان لها أثر قوي على حياتها وعلاقاتها.

 

وقالت المؤلفة الأمريكية: “كان شيئا ألجأ إليه عندما أتعرض للضغط أو القلق. لكنه أبعدني عن أنشطة أخرى كنت أمارسها، ودفعني إلى العزلة إلى حدٍ بعيدٍ، وانتابتني مشاعر سلبية تجاه نفسي وشعور بأن هناك خطب ما سيء ألم بي، لقد انطويت على نفسي”.

 

وفي 2014، كتبت إيريكا مقالا نشرته مجلة “سالون” عن قرار اتخذته في بداية العلاج من إدمان الجنس.

 

وجاء في المقال: “كانت ممارسة الجنس مع أكثر من رجل في نفس الوقت هي الرهان الرابح في أغلب الأحيان، لكنها لم تكن كذلك تلك المرة”.

 

وأضافت: “ظللت أبحث في معارض اللحوم البشرية للعثور على ما يثيرني. وأخيرا وجدته. إنه الشيء الذي يشعرني بوخز في جميع أنحاء جسمي ويجعل ضربات قلبي تتسارع بينما جسدي يتصبب عرقا مع إحساس قوي بالإثارة. كان مقطع فيديو قديم يرجع إلى تسعينيات القرن الماضي، لكنه كان مثاليا. كانوا أكثر من 500 رجل”.

 

واستمرت: “وصلت إلى النشوة مرة فاثنتين فثلاثة بعدها حفظت الفيديو لأشاهده في وقت لاحق. لكن بعد أن وضعت الكمبيوتر جانبا، شعرت بإحساس مختلف عن وهج النشوة؛ شعرت بالإعياء والذنب بينما كنت في حالة من اليقظة الشديدة”.

 

وأكدت أن هذا المقطع الإباحي أثر فيها بطرق مختلفة، قائلة: “شعرت بانجذاب إلى سيناريوهات جنسية لم أفكر فيها من قبل”.

 

وكان من بين هذه السيناريوهات، وفقا لما جاء في المقال: “كأن أحدا يعاملني بقسوة ويوجه إلي الإهانات على الفراش. لقد شاهدت العديد من المشاهد التي تظهر رجالا أكبر سنا من النساء، وهو ما جعلني أتوقع وأرغب في سلوك عدائي من الرجال”.

 

وقالت: “دفعني ذلك أيضا إلى التفكير في هذا النوع من الجسد الذي ينبغي أن يكون لي. وأصبت بهوس حيال إزالة جميع شعر جسدي لأن هذا ما رأيته على الشاشة”.

 

هل تغير مشاهدة المواد الإباحية ما تسعى إلى الحصول عليه في حياتك الجنسية؟

 

الخيارات أضحت كثيرة لمشاهدة المحتوى الإباحي

تسائلت نيلام لسنوات عن مدى تأُثير تعرضها لتجربة مشاهدة المواد الإباحية في سن مبكرة على رغباتها الجنسية.

 

وقالت: “من واقع الطريقة التي تُعامل بها النساء الملونات في المواد الإباحية، تسربت إلى رأسي ببطء فكرة أنني شيء يسعى الناس إليه، كصنم أكثر من كوني امرأة”.

 

وأضافت: “بدأت أيضا في استدعاء ما شاهدته إلى أرض الواقع. فبعد سنوات من مشاهدة المواد الإباحية التي يظهر بها رجال أكبر مني سنا، وعندما كنت في سن 17 و18 و19، بدأت أواعد رجالا أكبر مني سنا، ولا أدري ما إذا كانت هذه مصادفة أم لا. وأعتقد أنني لن أعرف أبدا ما الذي جاء قبل الآخر؛ هل كان لدي هذا الذوق الجنسي بالفطرة، أن أنني اكتسبته من المواد الأباحية”.

 

أعتقد أن هذا السؤال يتردد في أذهان الكثير من النساء، وهو أيضا ذلك السؤال الذي عادة ما أوجهه لنفسي.

 

فعندما كنت أصغر سنا، كانت تسيطر علي فكرة أن الأمر عندما يتعلق بالجنس، فعلي أن أكون سلبية تماما – وأن الجنس إنما هو شيء ينبغي أن يُفعل بي.

 

فهل كانت هذه السلبية موجودة من البداية، أم تعلمتُها من مشاهدة المحتوى الإباحي؟

 

“لا أًصدق أحدا، خاصة الفتيات الصغيرات، فينبغي أن يتعلمن الجنس من المواد الإباحية”

في 2010، أشارت نتيجة تحليل أجري لـ 300 مشهد إباحي إلى أن 88 في المئة منها تحتوي على عنف جسدي. وأشارت نفس الدراسة إلى أن أغلب من مارسوا الاعتداءات كانوا من الرجال بينما كانت النساء الطرف المستهدف بالعنف، رغم ذلك كانت الاستجابة السائدة تجاه الاعتداء هي إظهار الإحساس بالمتعة أو التصرف بطريقة محايدة.

 

لكن دراسات مماثلة لم تحسم الأمر فيما يتعلق بأثر المواد الإباحية العدوانية على الرجال، إذ رجح بعضها أن هناك علاقة مشاهدة هذا النوع من المحتوى بالعنف ما هي إلا علاقة ثانوية.

 

لكن المعلومات المتوافرة عن أثر هذه المشاهد العنيفة على النساء غير كافية.

 

وقالت نيلام: “لابد أن تتبنى المدارس، وبأي شكل من الأشكال، منهجا استباقيا في تعليم الجنس للأطفال”.

 

وأضافت: “أعتقد أن الجنس ومشاهدة المواد الإباحية لا يزالان من المحرمات في المدارس، لكني أرى أنه إما أن تعلم المدارس الجنس للأطفال، أو سيحصل الأطفال على التعليم الجنسي من المحتوى الإباحي”.

 

وهناك من النساء من يستخدمن المواد الإباحية لا لغرض الاستثارة الجنسية، إنما للهروب من الضغوط والصدمات.

 

وكتبت المؤلفة جيسيكا فالنتيش عن ذكرياتها مع تجربة إدمان الجنس، ووصفت من خلال ما كتبته كيف لجأت إلى المواد الإباحية كآلية للتكيف عندما كانت تؤلف أحد كتبها، أو لمحو آثار تجارب مؤلمة.

 

ويعلق ثاديس بريتشارد على ذلك: “أقول لكل شخص يستخدم هذه الطريقة – بشكل قهري – إن الأمر لا يتعلق بالجنس، بل بالهروب من أجل تخفيف حدة حالة يصعب التعامل معها، والتي قد تكون معاناة من القلق أو الضغوط أو الاكتئاب أو الوحدة”.

 

وقال بريتشارد: “بالنسبة للرجل والمرأة على حدٍ سواء، إذا جاء السلوك الجنسي بدافع قهري، فهو عبارة عن هروب”.

 

ويستهدف الحظر المحتمل على مشاهدة من هم دون 18 سنة في بريطانيا للمواد الإباحية مواجهة مشكلات تنشأ عن وصول الأطفال إلى محتوى إباحي صريح.

 

وفي إطار ما يُعرف بـ “حظر المواد الإباحية”، يكون على المستخدمين تقديم بيانات من واقع مستندات رسمية (مثل رقم جواز السفر)، أو شراء بطاقة تسمى “بورتيسكارد” للتحقق من سن المستخدمين من بائعي الصحف.

 

لكن حتى الآن لم يُعلن عن موعد محدد لبدء تفعيل هذه المبادرة.

 

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية لبي بي سي: “سوف تكون خطوة رائدة على مستوى العالم لحماية أطفالنا من محتوى الكبار، الذي أصبح من السهل جدا الوصول إليه عبر الإنترنت. وحصلت الحكومة البريطانية وهيئة تصنيف الأفلام البريطانية، وهما الجهتان المعنيتان بذلك، على الوقت اللازم لاتخاذ هذه الخطوة بطريقة صحيحة، وسوف يُعلن قريبا عن موعد بدء التنفيذ.”

 

تزعم إيريكا أنه ليس من الخطأ مشاهدة المواد الإباحية

تقول المؤلفة الأمريكية إيريكا: “مشاهدة المواد الإباحية ليست خطأ، إنها مثل الخمور يمكن لبعض الناس تناولها أو الإقلاع عنها ببساطة. وهناك آخرون يحتاجون إلى تناول الزجاجة كاملة”.

 

وبدأت إيريكا في تأليف كتاب عن تجربتها بعنوان “الوصول إلى النشوة”، والذي يشجع النساء من جميع أنحاء العالم على الاتصال بها.

 

وقالت: “أعتقد أن هذا هو الخزي الذي نحتاج إلى التحقيق في أمره. هذا هو ما يجعل النساء محاصرات داخل تجاربهن. ولم أطلع على قصص كتلك التي أعيشها، وربما يكون ذلك هو السبب في انتشار مقالي لأن كثيرين لم يتحدثوا عنه (الخزي).”

 

وأضافت: “لكن بمجرد أن ظهرت القصة، سمعت من العديد من النساء من مختلف الأعمار بداية من فتاة في الرابعة عشرة من عمرها من سنغافورة إلى امرأة في الخامسة والأربعين من عمرها من وسط غربي الولايات المتحدة. كان النساء يقلن أشياء متشابهة للرجال مفادها أنهن فقدن السيطرة على أنفسهن، وأنهن بحاجة إلى أن يتعلمن كيف يتحكمن في هذا الشيء”.

 

وتابعت: “اكتشفت من خلال ذلك أنه لا يوجد فرق كبير بين الرجال والنساء، لكن الفرق الوحيد هو أن النساء لا يتحدثن في هذا الأمر”.

 

كما حسمت نيلام أمرها من مشاهدة المواد الإباحية نهائيا، وأكدت قائلة: “حاولت العودة إلى مشاهدة المواد الإباحية منذ سنوات قليلة لأرى كيف يكون رد فعلي تجاه ذلك، لكني لم أستمتع بالمشاهدة. لقد انتهى هذا ا الأمر بالنسبة لي”.

 

أما هنَّا، فلا تزال تشاهد هذه المواد، لكنها أصبحت انتقائية أكثر فيما تشاهده من محتوى.

 

وقالت هنَّا: “لا أظن أن هناك من بين المواد الإباحية المنتشرة ما يمثلني على الإطلاق، لذلك بدأت في البحث عن منتجين أصغر وأكثر مراعاة للأخلاقيات – وهم موجودون بالفعل – أو البحث عن مقاطع فيديو ينتجها أزواج في المنزل. إنها أكثر واقعية، لذا فهي تثيرني أكثر”.

 

وأضافت: “لن أحكم على الناس من خلال ما يشاهدونه من مواد إباحية، لكني أعتقد أن علينا أن ننتج محتوى أكثر تمثيلا للناس”.

 

وتابعت: “أنا بيضاء مثلية الجنس، قوية البنيان، ولا أجد من يشبهني أو يفعل مثلما أفعل في ذلك المحتوى الإباحي المنتشر على الإنترنت، ولذا يخيفني الأمر عندما أفكر فيما يشعر به الأشخاص المهمشون”.

 

أما أنا فأتفق شخصيا مع إيريكا، فمشاهدة المواد الإباحية ليست خطأ.

 

لكن قضاء وقت طويل في الحديث مع الكثير من النساء عن تجاربهن فتح عيني على حقيقة تتلخص في أننا في حاجة ماسة إلى مواد إباحية أكثر تنوعا تظهر أنماطا جسدية مختلفة، وحميمية حقيقية. أي مواد إباحية مبهجة ومتوافقة مع الواقع، تجعل من ممارسة الجنس أمرا يمكن تحمله، وأقرب إلى المرح. فهل من الصعب تحقيق ذلك؟