Home بأقلامهم الكاتب الصحفى أيمن الشندويلى: يرثى رفيقة العمر

الكاتب الصحفى أيمن الشندويلى: يرثى رفيقة العمر

الكاتب الصحفى أيمن الشندويلى: يرثى رفيقة العمر
0

مباشر.. فقدت عمرى

* عندما كانت تقول لى : ” أنت عمرى ” و”اناعمرك ” مش كده ، كنت أتبسم ولا أعلق ، ولكن الأن فقط اكتشفت الحقيقة ” انتى عمرى ” وحبى الوحيد وزوجتى وأم أولادى وكل شىء فى حياتى ، لأول مرة تنهار الدنيا من حولى ، فجأة بين ليلة وضحاها فقدتك يا عمرى .

* هل البسمة التى تعيش بيننا وتنعش أركان البيت تختفى فجأة ليحل بدلا منها الحزن ، فالجدران تبكيكى ، حبيبتي أسمع أنين ستائر الشرفات ، أشعر بروحك الطاهرة فى كل مكان انتى صاحبة اختياره ، لا أصدق رحيلك ، صوتك صباحا مازال ينادينى ” الشاى واللبن يا أيمن ” هذه المرة الوحيدة التى لا أقول لكى ” سيبيه وانا هأبقى أشربه ” نهضت على الفور لأتناوله من يديكى ، فلم أجدها ، فأنهرت باكيا كالأطفال .

* حبيبتي تعلمين حبى لكى وتطالبينى بإظهار هذا الحب لكى لتسعدى بكلمات كانت بداخلى ولا تخرج على لسانى بخل منى ، وأتمنى أن تكون روحك الطاهرة ترفرف فى غرفتك لتشاهدينى وأنا أحضن ملابسك وأتراقص معها بالدموع .

* سامحينا جميعا وأنا أولهم فقد أشقيناكى كثيرا فى حياتك معنا ، كنّا نعيش مرفهين كسالى فى حضرتك ، نعلم أن شعلة النشاط سترتب غرفنا وتنظف مكان إهمالنا اليومي ، وسنجد ملابسنا جاهزة ، وطعامنا المتجدد بين الصباح والمساء ، ولَم نتخيل يوما بأن الطاقة الجبارة التى تعمل ليلا ونهارا بدون تعب ستختفي فجأة بدون عطل يمكن اصلاحه ، هل كنتى نورا أضاء لنا الحياة وفجأة اختفى الشُعَاع لتظلم الدنيا من حولنا ؟ !

* يا عمرى : لأول مرة أشعر بآه الحرقة ، بيتك الجديد أكملتيه ولَم تسعدى بالاستمتاع فيه ، فأدعو الله عز وجعل أن تكونى فى عليين مع الصديقين والشهداء ، فقد اختطفكى الموت صائمة واننى عائدة من عملك الى بيتك وأولادك بسيارة مجنونة يقودها شاب طائش .

حسبى الله ونعم الوكيل ، وانا لله وانا اليه راجعون