كتب ـ مجدى بكرى:
فاز الفنان التشكيلى المغربى بوشعيب خلدون بجائزة أفضل العرب arabbest ٢٠١٧ فى نسختها الثانية عن عمله الفنى (محمد صلى الله عليه وسلم) فى حفل كبير أقيم بمراكش والذى شهد كذلك توزيع عدة جوائز فى قطاعات نجوم المجتمع والرياضيين والمال والأعمال وأفضل الر ؤساء التنفيذيين والمسئولية الاجتماعية . وقد سلمه الجائزة السيد المدير العام لهيئة العربية للطيران المدنى سعادة المهندس ابراهيم أحمد شريف.
وحضر الحفل عدد كبير من رجال الأعمال والمديرين التنفيذيين ورؤساء الشركات وأيضا أعضاء اللجنة العليا للجائزة يتقدمهم الدكتور محمد الكنيدى والبروعالم الفيزياء وعضو وكالة الفضاء الأمريكية البروفيسور عبدالملك محمد عبدالرحمن الذى ألقى كلمة اللجنة بالمناسبة نيابة عن اللجنة العليا والتى تضم فى عضويتها مجموعة من رجالات الفكر والمعرفة والعلوم وكذلك أمينها العام السيد عبد الله عبدالكريم.
بوشعيب خلدون الفنان التشكيلي المبدع، ولد فى ولاية سطات وسط المغرب عام ١٩٧٠ حيث بدأ الفن فى حياته فى مرحلة مبكرة جدا من عمره، وفى حوالى سن السابعة كان يخطو أول خطواته نحو هذا العالم السحري عالم الفن التشكيلي، وكان أول معرض للفن التشكيلي اقامه فى سن الرابعة عشر من عمره بمدينة الكارة فى المغرب , حاز على جوائز عدة مند صغره وكان اخرها جائزة الابداع الدولية في الفنون التشكيلية سنة ٢٠١٣ بشرم الشيخ بمصر وكدلك جائزة أحسن فنان عربي عالميا بلندن كما توجت لوحته محمد صاى الله عليه وسلم كأحسن عمل فني عربي عالميا. وله عدة معارض في المغرب وخارجه وتم تعيينة كسفير عالمي للثقافة والسلام بأمريكا. وهو ايضا مؤسس موقع آربريس للثقافة والفنون. و رئيس المركز العالمي للفنون التشكيلية فرع المغرب العربي. وأيضا رئيس السمبوزيوم الدولي للفن المعاصر بمراكش.
وقد شغل بوشعيب منصب المدير الفنى لعدة مؤسسات إعلامية بالمغرب وخارجه وكذلك مديرا فنيا بالمؤتمر الاقتصادي العالمي الأونكتاد الذي نظمته الأمم المتحدة سنة ٢٠١١, وأيضا المؤتمر العالمي للبريد الذي كان المغرب عميده.
وقد ولج ابن البادية إلى العالمية من أبواب الفن التشكيلي وفنون الكاليغرافيا، بالرغم من صغر سنه. والحديث للفنان بوشعيب خلدون يجعلك تصغي لكلام تشكيلي ملم بتفاصيل التشكيل أو الفنون كافة، يتحدث عن مسارات متعددة ويستعيد بين الفينة والأخرى رواد التشكيل المغربي أمثال الغرباوي والشرقاوي وآخرون من وضعوا أسس هذا الفن المغربي الحديث.
عشق خلدون للون والشكل والوطن واللغة والحروف والرموز يجعله يسافر كثيرا ولو للحظات من الزمن في عالمه، لأن الرحلة هي امتداد للبحث والاطلاع عن ثقافات أخرى تدفع المرء ـ يقول خلدون ـ ليكون سيد فنه لأنه من خصوصية العمل وانطلاقا من المحلية تبرز لنا العالمية بجلاء.
مسارات الفنان متعددة واشتغاله بالصحافة لعقدين من الزمن أكسبته خبرات كثيرة في التواصل وإغناء المعارف الفكرية والأدبية والفنية، فالفنان بوشعيب خلدون يكتب الفن في أعماله حيث تجد اللون يتموقع داخل فضاء اللوحة بدراسة وتنسيق فتتجاور الحركية والسكون ويتعايش الثابت والمتحول في أعمال الفنان بوشعيب خلدون إلى جانب الكاليغرافيا التي تشكل جزءا من الثقافة الشمولية ويوظفها لإضفاء هويته التي يعتز بها في عمله الفني.
وفي رحاب اللوحة وعن فك طلاسمها للمتلقي ولتقريبه من رسائلها ـ يعتبر خلدون ـ أن للرموز في العمل الفني دلالات خاصة» حيث إنها تولد من رحم الثقافات، تولد لتنتهي في المطاف إلى لغة تشكيلية تتوزع بين ما هو فني خالص وما هو شكل يفرض علينا أن نكون جدا حريصين على التقنية العالية في توظيفها، لأن الرمز يحمل تاريخ أمة، ومن ثم تبدو العملية الإبداعية في التناول أكثر تعقيدا وأكثر حرصا على أن لا تضيع منا اللغة التشكيلية».
يقول الناقد محمد خصيف في مستهل دراسة كتبها عن اللوحة المتوجة « ان حضور الخط العربي كتيمة مقروءة في لوحة «محمد» صلى الله عليه وسلم، مرجعية دينية إسلامية لإثبات هوية ما فتئ الفنان يؤسس لها ليؤصل عمله، بل وتجربته الفنية في شموليتها. وهيمن الخطاب اللغوي المقروء على الخطاب التشكيلي (الجمال)، الذي اندحر إلى درجة ثانوية. فاللوحة تشد المتلقي بتيمتها (محمد)، المرسومة خمس مرات، أكثر مما تحتضن العين والفهم بلغتها التشكيلية. يبقى السؤال مفتوحا حول العدد خمسة، أيحيلنا إلى أركان الإسلام الخمس أم إلى عدد صلوات اليوم الخمس كذلك؟ من البديهي أن الخط العربي هو الوسيط بين السماء والأرض، الإنساني والإلهي، الأبدي والزائل. وإذا تكرر بأشكاله فلا يعني ذلك أنه ينتمي إلى تكرار مجاني بل جزء لا يتجزأ من المخيال الفردي والجماعي والقراءات المتعددة».