البعد الأخلاقي في الاهتمام العُماني بالبيئة
مسقط، خاص:
عكس اهتمام سلطنة عُمان بالبيئة، البُعد الأخلاقي للسياسة العُمانية بقيادة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، من خلال إقرار وسن مجموعة من التشريعات والقوانين وحملات التوعية والنصح الإرشاد المتعلقة بالبيئة والإصحاح البيئي.
وقد حرصت عُمان ولا تزال على نهج متوازن طوال مراحل مسيرتها التنموية يجمع بين الحرص على استمرارية واستدامة مسيرة التنمية بكافة أبعادها من جهة، والحرص على سلامة المكونات البيئية من كائنات حية ومياه ونباتات وتربة من جهة أخرى، وراعت الحكومة العُمانية أهمية أن لا يطغى المسار التنموي على البيئة أو يهدد مكوناتها أو واحداً منها، وذلك لما يمثله هذا التعدي من تهديد خطير للبيئة أولا ثم للإنسان الذي يعد أول المتأثرين بمهددات البيئة.
واستناداً إلى تلك التوجهات والرؤى، وضعت عُمان عبر توجيهات القيادة السياسية والمراسيم السلطانية، الأطر والسياسات الحاكمة التي تنظم علاقة الإنسان ببيئته وبوسطه الذي يعيش فيه، وتحافظ عليهما معاً على وسلامتهما؛ لأن أي خلل يصيب هذه العلاقة ستكون له نتائجه عليهما معا الانسان والبيئة، ويتعارض مع التنمية الشاملة والمستدامة التي تنشدها السلطنة.
وانطلاقاً من اليقين الثابت بأهمية البيئة وضرورة الحفاظ عليها وسلامتها، كرست سلطنة عُمان جهودها كافة في سبيل إعطاء البيئة قيمتها الحقيقية ومكانتها ليس بالنسبة للإنسان، وإنما لجميع الكائنات الحية وجميع مكوناتها، وأعطت للتعاون مع دول العالم ومنظماته مكانته وحقه من الاهتمام والمتابعة، ومارست بما تملكه من ثقل، وتحظى به من مكانة دورا حيويا للأخذ بالمعايير الدولية التي تمخض عنها بروتوكول كيوتو وكل المواثيق التي نصت على احترام التوازن البيئي وخفض انبعاث الغازات الضارة.
وتعميقاً لهذا الاهتمام خصصت سلطنة عُمان يوماً للبيئة وهو (يوم البيئة العماني) الذي يوافق الثامن من يناير من كل عام، ما يعكس قمة الوعي والريادة في مجال حماية البيئة عبر العالم وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط أو قارة آسيا.
ويأتي احتفال هذا العام بـ (يوم البيئة العماني) استكمالاً للنهج الثابت للسلطنة حيال البيئة، حيث دشنت وزارة البيئة والشؤون المناخية فعاليات احتفال السلطنة بهذا اليوم للتأكيد على المضي قدماً في السياسات والتشريعات الخاصة بالبيئة وسلامتها، وعلى أن الحفاظ على البيئة لا يقتصر على الحكومة، بل هو مسؤولية جماعية؛ لأن البيئة ونظافتها وسلامتها لا تخص بمنافعها أحداً بعينه، وإنما تشمل الجميع دون استثناء. كما يعد الاحتفال مناسبة للاحتفاء بما حققته السلطنة على المستويين الرسمي والمحلي في مجال حماية البيئة.
جاء الاحتفال بيوم البيئة العماني لهذا العام تحت شعار (بيئة نظيفة ومستدامة) انطلاقاً من الإدراك العميق للمسؤولية الجماعية لحماية البيئة، وضرورة تضافر الجهود الوطنية والإقليمية والدولية في هذا المجال، والتي حرصت السلطنة ممثلة في وزارة البيئة والشؤون المناخية، على بذل الجهود من أجل الحفاظ على البيئة وصون مفرداتها الطبيعية، مع أهمية التأكيد على أن حماية البيئة شأن جماعي يجب أن تتوزع مسؤولياته على العالم أجمع، وعدم التهاون في معايير حماية بيئة العالم وحماية الإنسان وجميع الكائنات، وعدم المساس بالبيئة بأي شكل من الأشكال والتعدي عليها بالملوثات.