مباشر..
أعتقد أن استحواذ أبوهشيمه على قناتى أون تى فى لم تكن صفقة تجارية على الاطلاق ، لأن تأسيس قناة جديدة بسياسة اعلامية لمالكها أسهل وأرخص بكثير جدا من شراء قناة تخسر ٤٠ مليون جنيها سنويا حسب ما ذكره مالكها السابق نجيب ساويرس ، بجانب المضايقات والمشاكل السياسية التى يتعرض لها نتيجة لمنهجها السياسى والمنتج الاعلامى الذى تقدمه والرافض للسياسات الحكومية والنظام . اذا الصفقة لها أبعادا سياسية ولكن من الممول الحقيقى للصفقة ؟ ، ابو هشيمة فى النهاية رجل أعمال وحساباته فى صفقاته التجارية تحكمها المكاسب المادية أولا وأخيرا ، وظهوره فى صفقة خاسرة اقتصاديا ، تعنى لمن خلفه أن لها مكاسب سياسية عديدة .
وأبو هشيمه الذى يملك أسهم اليوم السابع وله نفوذا كبيرا فى قنوات الحياة التى فشل فى الاستحواذ عليها بعد توقيع الصفقة مع علاء الكحكى فى فترة حكم الاخوان ولكن تحت ضغوط أمنية تراجع الكحكى عن اتمام البيع ، ونفس الشىء فعله حسن راتب الذى اتفق على بيع المحور لأبو هشيمه أيضا ، وكانت الضغوط الأمنية قوية ولا تحتمل غير ذلك لوجود خطورة على الأمن القومى المصرى فى خطة هارجية للاستحواذ على الاعلام المصرى خلفها معلومات عن الممول الأساسى لعمليات الاستحواذ وهو رجل أعمال قطرى ، وتم اكتشاف ذلك بعد اتمام صفقة بيع اليوم السابع مباشرة وكان من الصعب التراجع عنها وتم وضعها بالكامل تحت السيطرة .
وبعد ثورة ٣٠ يونيو انقطعت صلة أبوهشيمه بالاخوان والقطريين بشكل كبير ، وعاد للظهور سياسيا ومساندا للنظام الجديد وتمويل الحملات السياسية لحزب مستقبل وطن ، وهو الحزب الذى يساند بقوة الرئيس السيسى ويعتبر ظهيرا سياسيا له من الشباب .
ودائما يكون للأحزاب السياسية الكبرى أزرعا اعلامية ناطقة باسمها وتخدم بشكل مباشر وغير مباشر على قضاياها وأهدافها ورؤيتها السياسية ، ولم يكن لحزب مستقبل وطن نصيبا فى هذه الأزرع بعكس غريمه ” المصريين الأحرار ” الذى حقق مكاسب شعبية كبيرة بدعم قناة أون تى فى له . ومعنى استحواذ أبوهشيمه على قنوات ساويرس معناها ان المصريين الأحرار فقد ركيزته الاعلامية ، بينما ذهبت هذه المنصة الهامة الى الغريم مستقبل وطن لينطلق من خلالها فى انتخابات المحليات القادمة ولتتحول سياستها الى الدفاع عن الرئيس والحكومة بدلا من الهجوم عليهم .
أما ساويرس الذى أوقف نزيف الخسائر المادية وان كانت لا تعنى له شيئا مقابل قاعدة اعلامية كانت سندا له و لحزبه ، وكانت تعمل بتوجهاته السياسية ، فيبدو أنه زهد السياسة والاعلام ويريد أن يعيش فى سلام بعيدا عن مهاترات الاعلاميين وملاحقة السياسيين ، وهى مقدمة أعتقد أنها تعقبها خطوة تالية يعلن فيها ساويرس ابتعاده تماما عن المصريين الأحرار وتمويله المادى له ، ومن ثم يكون البديل موجودا وهو الممول أحمد أبوهشيمة ، وبعدها يتم الاحتفال باندماج المصريين الأحرار فى مستقبل وطن .
ويبقى السؤال : من يمول صفقات أبوهشيمة ؟!! .