كتب:أيمن برايز
تعلن مؤسسة فن جميل، وهي مؤسسة تدعم التراث والفنون والتعليم في أنحاء الشرق الأوسط ، ان مركز فن جميل سيفتح ابوابه وبرامجه في اا من نوفمبر المقبل ويعتبر المركز الاول من نوعه في دبي،وهو المقر الرئيسى لجائزة مجموعة أبراج للفنون التي تضم أعمالا مميزة لفنانين تم تكليفهم بها من الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجنوب اسيا
برنامج فن جميل للتكليفات الفنية برنامج سنوي ينعقد في دورة من ثلاثة أعوام السنة ،الاولي تدورحول فن المجسّمات (2018)، وتركّز الثانية على الكتابة والأبحاث الفنية (2019)، أما الثالثة تتناول فنون الرسم (2020)، وهو أحد أهم ركائز المركز ، حيث تعكس أهداف المؤسسة في أن يصبح المركز مساحة استكشافية متعددة التخصصات والمجالات.
تقول أنطونيا كارفر، المدير التنفيذي للمركز: “بعد سنوات من الاندماج مع المجتمعات في المنطقة وحول العالم من خلال برامج الحفاظ على التراث، والبرامج التعليمية والفنية، كلنا حماس لإطلاق أول مساحة متخصصة، في الإمارات العربية المتحدة. حيث تقوم الفكرة وراء تأسيس مركز جميل للفنون على توسيع نطاق مشاركة وتفاعل الجمهور مع مجموعتنا ومكتبتنا المتنوعة، وكذلك تقديم معارض بجودة متحفية بالشراكة مع المتعاونين المحليين والإقليميين والعالميين. ومن خلال تكليفات جديدة للأعمال الفنيّة، ومساحة أبحاث متخصصة، وبرامج فنية عامة لمجموعات متنوعة من مختلف الأعمار، ويهدف المركز إلى أن يكون مركزاً ثقافياً جديداً ومبتكراً، سواء في المنطقة أو خارجها”.
وتضيف أنطونيا كارفر: مؤسسة فن جميل ,حريصة علي تقديم البرامج المتميزة التي تترك أثراً قوياً لدى شريحة متنوعة من جمهورها، يطلق المركز سلسلة من أربعة عروض فردية؛ تحت مسمى “غرف الفنانين”، تحتضن فنانين مرموقين من الشرق الأوسط وآسيا، وتعتمد في جزء منها على مجموعة فن جميل؛ ومعرض جماعي منظّم، “خام”، الذي يتناول موضوع النفط بتشعباته في السياقات التاريخية والمعاصرة من خلال عمل 16 فنانًا ومعارض جماعية من المنطقة ومن خارجها؛ علاوة على مجموعة مختارة من التركيبات والمجسّمات كبيرة الحجم، والعديد منها تم تكليفها حديثاً لتزين شُرفة السطح وحدائق المركز.
يمتد المعرض الجماعي الافتتاحي، عبر خمس مساحات تزيد عن 500 متر مربع، ويجمع بين 17 فناناً ومجموعات فنية إقليمية وعالمية، بهدف استكشاف أسرار النفط الذي يعد عنصراً فاعلاً في التحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، علاوة على كونه محركاً للتقلبات الجيوسياسية. ويتناول المعرض أيضا الحداثة في الشرق الأوسط وما حولها، عبر أفكار من قبيل الأرشفة والبنىة التحتية والتكنولوجيا. ويقدم المعرض أعمال فنانين حداثيين ومعاصرين
ومن بين أقدم الأعمال في هذا المعرض ما يقدمه الفنان لطيف العاني؛ أحد أشهر المصورين في العراق وأحد أوائل الفنانين الذين تفاعلوا مع شركات النفط في المنطقة. حيث تقدم مجموعة مختارة من الصور التي التقطها الفنان في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، تلك التغيرات الاجتماعية والثقافية والبيئية التي أحدثتها الثروة النفطية الجديدة في البلاد. وتمتزج تلك الأعمال مع نظيراتها الحديثة التي تعود لتناول فترات متنوعة من تاريخ صناعة النفط في المنطقة، ,ويربط فيه بين غزو العراق في العام 2003 وتواريخ أوسع نطاقاً للفنون والدبلوماسية ؛ وهناك مجسّمات زجاجية لمايكل ويلان صنعها من رمال جمعها من مواقع آبار النفط التاريخية عند ساحل أبوظبي التي اكتشفها جاك كوستو في أوائل الخمسينيات؛ وتدخلات أدائية أبدعها لانتيان شيه لتفحص بعض الطقوس المعاصرة وثقافة السيارات.
وبما يعكس اهتمام فن جميل الدائم والمستمر بتعزيز الروابط الثقافية بين منطقة الخليج واليابان، تم تكليف الفنانة تشيهارو شيوتا بإنشاء تكوين ميداني لغرفة الفنان الخاصة بها في المركز. وهكذا، عمدت الفنانة إلى الاشتغال بكميات كبيرة من خيوط الغزل، لتبدع تكوينات كبيرة اتخذت هيئة بيوت العنكبوت وهيمنت على غرف بأكملها. وكان إلهامها هو الهوية التاريخية والمعاصرة لدولة الإمارات بما فيها من مدن موانئ، مثّلت ملتقى التجارة والتفاعل البشري