Home مميز إعادة وحيد القرن المهدد بالإنقراض إلى موطنها
0

إعادة وحيد القرن المهدد بالإنقراض إلى موطنها

إعادة وحيد القرن المهدد بالإنقراض إلى موطنها
0

 

تمكنت حيوانات وحيد القرن الأسود المهددة بالانقراض من العودة إلى براري رواندا، بمساعدة الاتحاد للشحن وشركة إنترادكو غلوبال المتخصصة في نقل الحيوانات.

وبالإنابة عن مؤسسة منتزهات أفريقيا/ African Parks، وهي منظمة غير ربحية تدير المنتزهات الوطنية والمناطق المحميّة نيابةً عن الحكومات في جميع أنحاء العالم، استأجرت شركة إنترادكو طائرتيّ شحن من طراز بوينغ 777 من الاتحاد للطيران لنقل 19 من حيوانات وحيد القرن الأسود من جوهانسبرغ إلى العاصمة الرواندية كيغالي. ولدى هبوط الطائرة في مطار كيغالي الدولي (KGL)، تم تحويل حيوانات وحيد القرن بعناية إلى الشاحنات لمواصلة رحلتها إلى المحطة الأخيرة عن طريق البر بمرافقة الشرطة.

سافر عشرة من حيوانات وحيد القرن على متن الرحلة الأولى، فيما سافر التسعة الآخرون على متن الثانية، مع ثلاثة أطباء بيطريين ومُرافقيْن اثنين رافقوهم طوال مدة رحلتهم من جوهانسبرغ إلى أكاجيرا.

وتم نقل حيوانات وحيد القرن، التي يمكن أن يصل وزنها إلى 2,500 كيلوغرام، في منصات خاصة تحتوي كذلك على العلف الذي تحتاجه طوال الرحلة. كما تم ضبط وتحديد درجة الحرارة على الطائرة من قبل الطبيب البيطري لضمان عدم تعرض الحيوانات للحرارة الزائدة أو التوتر أثناء الرحلة.

تم تنفيذ مشروع إعادة حيوانات وحيد القرن خلال الأسبوعين الأولين من شهر مايو، ويعدّ لحظةً تاريخيةً بالنسبة للدولة في أعقاب اختفاء هذه الفصيلة من الحيوانات في عام 2007 بعد عقود من تعرضها لعمليات الصيد غير المشروع على نطاق واسع.

وتطلبت الخدمات اللوجستية المعقدة التي انطوت عليها عملية إعادة تلك الحيوانات إلى موطنها خبرة المتخصصين من شركة إنترادكو، حيث أمضوا ما يزيد عن العام في التخطيط للرحلة مع الاتحاد للشحن الذي قام بتشغيل الرحلات.

عملت شركة إنترادكو عن كثب مع مؤسسة المنتزهات الإفريقية وفريق عمل منتزه أكيجارا لضمان جهوزية كافة التصاريح والموافقات بما في ذلك الحصول على مستندات سارية تتعلق باتفاقية ” سايتس” العالمية لمكافحة الاتجار بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض، والتي تعدّ شرطًا عند نقل فصائل الحيوانات المُدرجة مثل وحيد القرن الأسود.

ورافق توم لامب، مدير مشروع في شركة إنترادكو، الحيوانات على متن كلتا الرحلتين، كما تنقل مع الفريق خلال الرحلة البرية التي استغرقت خمس ساعات بالسيارة إلى منتزه أكيغارا الوطني حيث تم إطلاق حيوانات وحيد القرن بنجاح.

وتعليقًا على المشروع، أفاد توم: “تُعدّ عملية إعادة حيوانات وحيد القرن الشرق أفريقية النادرة للغاية إلى رواندا بعد غياب دام 10 أعوام إنجازًا رائعاً. لم يتبقّ من تلك الفصيلة سوى 1,000 على الصعيد العالمي، لذلك مثلت عملية نقل اثنين في المائة من العدد الإجمالي لتلك الفصيلة في العالم مسؤوليةً كبيرةً وتحدٍّ هام للغاية، كما أنها مثلت بالنسبة لي فرصةً رائعة للمشاركة في مشروع على ذلك القدر من الروعة.”

وتابع قائلًا: “لا ريب أنه شرف كبير بالنسبة لي أن تُتاح لي الفرصة لمرافقة حيوانات وحيد القرن في رحلة العودة إلى موطنهم وأن أشهد إطلاق سراحهم مرةً أخرى في البرية. ونودّ كذلك أن نشكر الاتحاد للشحن على دوره في تشغيل الرحلة على نحو احترافي.”

ومن جانبه، أفاد ديفيد كير، نائب أول للرئيس لشؤون الاتحاد للشحن، قائلًا: “يحدونا الفخر للعب هذا الدور الهام في إعادة تلك الأنواع من الحيوانات المهددة بالانقراض إلى موطنها. أصبحت الاتحاد للطيران العام الماضي إحدى شركات الطيران السبّاقة للتوقيع على “إعلان فريق عمل متحدون من أجل الحياة البرية الدولي بشأن النقل غير المشروع لمنتجات الحياة البرية”، التي تعرف باسم “إعلان قصر باكنجهام”، كدليل على دعمنا لمنع التجارة غير المشروعة بالحياة البرية، التي تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار أمريكي في الوقت الراهن. وباعتبار النقل الجوي يعدّ الوسيلة الرئيسية لنقل الحياة البرية عبر الحدود، فلا ريب أن المسؤولية تقع على عاتق صناعة الطيران في اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقوف في وجه تلك الظواهر.”

وفي هذا الصدد، قال جيس غرونير، مدير منتزه أكاجيرا: “أمضينا الأعوام الثلاثة الماضية في التحضير لهذا الحدث التاريخي جنبًا إلى جنب مع مجلس التنمية الرواندي ومؤسسة هوارد جي. بوفيت. وحرصنا على ضمان توفير محيط آمن في المنتزه لوصول حيوانات وحيد القرن ولتأمين مستقبلهم على المدى الطويل حتى يتمكنوا من التكاثر والنمو.”

واختتم حديثه قائلًا: “شهد منتزه أكاجيرا تحولًا مذ تولت مؤسسة منتزهات أفريقيا إدارته بالشراكة مع مجلس التنمية الرواندي في عام 2010. وعملت الشركة على إنفاذ القانون والحد من الصيد غير المشروع إلى أدنى مستوى له في ستة أعوام فقط، ما جعل من الآمن إعادة حيوانات وحيد القرن الأسود الشرقي إلى موطنها.”