“لعبة المصالح” لها دور كبير في تغيير المواقف والسياسات، وقد أكد ذلك التحول التركي ضد الإخوان بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فترامب لم يخف عداءه للإخوان، ويرى أن تقرب الإدارة الأمريكية منهم كان له أثر سلبى كبير على بلاده، ومن الواضح أن نظام أردوغان أدرك ذلك، فبدأ إعداد خطة للتخلص منهم تدريجيًا، حيث ألقت أجهزةٍ الأمن التركية القبض على 3 أخوان، مما يؤكد أن “أنقرة” حريصة على إقامة علاقات جيدة مع “واشنطن”؛ ولذلك بادرت بهذا الموقف وقدمت الإخوان كقرابين.
وذكر أشرف الزندحي، القيادى الإخواني بتركيا، وعضو مجلس شورى الإخوان، إن المقبوض عليهم هم: نور الدين السيد، وعبد الرحمن مدحت، وأحمد عبد الفتاح، وقال إنه بالنسبة لتركيا يوجد ما يسمى كود C87، وهو كود تنسيق أمني بين الأمن المصري والأمن التركي، حيث ترسل مصر بيانات بعض الأفراد، ويوضع هذا الكود أمام أسمائهم فيتم إلقاء القبض عليهم عند عمل أي معاملة حكومية.
أيضا فإن لدى الولايات المتحدة ما تريده تركيا، وهو تسليم الشيخ فتح الله جولن الذي تزعم تورطه في محاولة الانقلاب الأخيرة، وقد يسعى أردوغان للحصول على مراده من أمريكا باللعب بورقة الإخوان، خاصة أن الإدارة الأمريكية المقبلة سيكون موقفها من الجماعة مختلفًا عن مواقف الإدارة الديمقراطية برئاسة أوباما.
لقد وعد ترامب بوضع الإخوان على قوائم الإرهاب، ولذلك تسعى تركيا إلى طي صفحة أوباما، وبناء علاقة جديدة مع ترامب، وسوف يترتب على ذلك هروب عدد من قيادات الإخوان إلى بريطانيا وبعض الدول الأخرى، فالمؤكد أن تركيا سوف تضحي بهم، خاصة مع التوافق الأمريكي ـ الروسي حول الوضع في سوريا.