“لعبة المصالح” لها دور كبير فى تغيير المواقف والسياسات، وقد أكد ذلك حدثان هذا الأسبوع، الأول: التحول التركى ضد الإخوان بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية،
فترامب لم يخف عداءه للإخوان، ومن الواضح أن نظام أردوغان أدرك ذلك، فبدأ إعداد خطة للتخلص منهم تدريجيًا، حيث ألقت أجهزةٍ الأمن التركية القبض على 3 إخوان، بما يؤكد أن «أنقرة» حريصة على إقامة علاقات جيدة مع «واشنطن»؛ ولذلك بادرت بهذا الموقف وقدمت الإخوان كقرابين، والثلاثة هم: نور الدين السيد، وعبد الرحمن مدحت، وأحمد عبد الفتاح، فلقد وعد ترامب بوضع الإخوان على قوائم الإرهاب، ولذلك تسعى تركيا إلى طى صفحة باراك أوباما، وبناء علاقة جديدة مع ترامب، وسوف يترتب على ذلك هروب عدد من قيادات الإخوان إلى بريطانيا وبعض الدول الأخرى، فالمؤكد أن تركيا سوف تضحى بهم، خاصة مع التوافق الأمريكى الروسى حول الوضع فى سوريا.
والحدث الثانى، هو قرار إسرائيل بتقنين أوضاع المستوطنات، ومنع الآذان فى المساجد بالقدس والأحياء العربية بحجة إزعاج اليهود، مما يكشف عن عنصرية تجاوزت البعد السياسى لتصل إلى البعد الدينى، وتمس حرية المعتقدات ووسائل التعبير عنها بما كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية، وفعل بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء اسرائيل ذلك بعد فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية من منطلق أنه يتخذ موقفا عدائيا ضد كل ما هو اسلامى، وتحدى أحمد الطيبى عضو الكنيست ورئيس الحركة العربية للتغيير هذا القرار، ورفع الآذان فى الكنيست، واصفا نيتانياهو بأنه مريض بـ «الإسلامو فوبيا».. لقد بات على العرب والمسلمين فى كل مكان تدشين حملة لتعريف العالم بهذه الجريمة الدينية التى تمارسها الدولة اليهودية.