أنا رجل أقترب من سن الستين، ولدت فى أسرة ريفية، لأب فلاح، وأم ربة منزل، ولى أربع شقيقات، تكبرنى اثنتان، وتلينى اثنتان، ولأننى الولد الوحيد للأسرة، فقد أصبحت محط اهتمامهم ومتابعتهم فى كل خطوة، والويل كل الويل لمن تتقاعس من شقيقاتى عن خدمتى، إذ ينالها التوبيخ، وأحيانا العقاب من أبى وأمى على حد سواء،
وفور أن أكملت دراستى الجامعية بإحدى الكليات النظرية، أصرت والدتى على تزويجى من أجل أن تفرح بى، فأنا ولدها الوحيد، وراحت هى وأبى يلحان علىّ أن أتزوج، ففكرت فى فتاة من أسرة معروفة، كنت أراها باستمرار وهى ذاهبة إلى مدرسة التجارة المتوسطة للبنات فى المدينة المجاورة لقريتنا، وقد جذبتنى بساطتها ووجهها البشوش وصفاؤها وهدوؤها، فأشرت على أبى بأن يخطبها لى إن لم يكن لدى أسرتها مانع. فأوكل خطوة «جس النبض» لأمى التى زارتهم، وفاتحت أمها فى ارتباطى بها، فأمهلتنا أسبوعا ثم طلب أبوها أبى، والتقى به فى جلسة اتسمت بالود الشديد، وأسر إليه بأنه يبارك زواجنا، ولكن من باب الأمانة فإن ابنته أجريت لها عملية فى القلب لعلاج بعض المتاعب به. وانها أصبحت على ما يرام، وإذا قدر لنا الارتباط، فسوف يصحبها إلى الطبيب فى وجود أسرتى، ليكون كلام الطبيب واضحا أمامنا، بل وأشار علينا باختيار الطبيب الذى نريده، فارتحنا لكلامه وصراحته، ومن باب الاطمئنان على صحتها، فإنها خضعت لفحوص عديدة أكدت جميعها انها لا تعانى أى مضاعفات، ومن الممكن أن تحمل وتلد بشكل طبيعى.
ولم يطل الوقت بنا فقد أعلنا الخطبة ثم عقد الزواج والزفاف خلال أسابيع معدودة، وتزوجنا فى شقة بمنزل أسرتى المكون من ثلاثة طوابق، واقبلت على حياتى معها بكل سعادة وارتياح، وللحق فإننى وجدتها حلوة العشرة، صافية النفس كما توقعتها منذ أن رأيتها لأول مرة، وبعد حوالى شهرين حملت زوجتى، وفرحنا بحملها كثيرا، لكن الفرحة لم تدم طويلا، إذ أصابها اعياء شديد، فنقلناها إلى المستشفى، حيث أجهضها الأطباء حفاظا على حياتها، وتكرر ذلك مرتين بما معناه استحالة أن تنجب لمتاعبها عند الحمل، وان كانت تمارس حياتها الزوجية مثل أى زوجة سليمة، ووجدتنى حائرا بين أن تمضى حياتى على هذا النحو، أو أن أتزوج بغيرها، وحسمت أمرى بتطليقها على غير رغبتها، وكان مشهدا حزينا، ونحن نجلس أمام المأذون والدموع تنهمر من عيوننا، ولكن مضيت فى قرارى، وقلت لها: «انت طالق». ومازال رد فعلها يرن فى أذنى كلما تذكرت ذلك اليوم المشئوم، عندما قالت لى: «حرام عليك».. وكنت وقتها فى الثالثة والعشرين من عمرى، بينما هى لم تكمل تسعة عشر عاما، وبعدها بأيام حاول أهلى التسرية عنى بالبحث عن زوجة بديلة، ووجدوا ضالتهم فى ابنة خالى، وهى الأخرى حاصلة على دبلوم متوسط، وتصغر مطلقتى بعام واحد، ولم أمانع فى الارتباط بها، وفرحت الأسرة بزواجنا، وبارك خالى زواجنا بعد أن أخذ موافقتها، وما إن علمت مطلقتى بنبأ خطبتى، حتى سقطت على الأرض مغشيا عليها من هول الصدمة، وتدهورت حالتها سريعا، ولم ينجح الأطباء فى إنقاذها، فلقيت وجه ربها وسط دموع أهل البلدة الذين خرجوا جميعا فى وداعها، وما أقسى الكلمات التى سمعتها من المعارف والجيران، بأنها ماتت كمدا وحسرة على تطليقى لها بلا ذنب ولا جريرة، وإننى الذى سعيت الى الزواج منها برغم انهم أبلغونى بحالتها الصحية، فإذا كنت قد تزوجتها وهى بهذه الحال، فلا يعقل أن أصدمها بما فعلته بها، فأجلت زواجى الثانى إلى أن تهدأ نفسى وأتعافى من آلامى النفسية، ومضت عشرة أشهر قاسية، ثم أتممت زواجى من ابنة خالى، لكن يبدو أن العذاب النفسى مكتوب علىّ، إذ مرت عدة أشهر بلا حمل، زرنا خلالها أكثر من طبيب، وجاءت الفحوص بأنها غير قادرة على الانجاب، ودخلنا فى دوامات أطفال الأنابيب وخلافه، حتى مرت ثلاث سنوات كاملة دون جدوى، ودبت الخلافات مع أسرة خالى، ثم تكرر ما حدث مع زوجتى الأولى فطلقت الثانية، وساءت علاقاتنا بأسرة خالى، ووصل الأمر إلى حد المشاجرات وتقطعت أواصر العلاقة العائلية، وأصابنى اليأس من الزواج والاستقرار.
عند هذا الحد حسمت أمرى بالسفر إلى الخارج، طلبا لأمل جديد فى حياة أفضل تخفف متاعبى، وطرقت أبواب العديد من مكاتب السفر، وحصلت على عقد عمل مناسب، لإحدى دول الخليج، ولا أستطيع أن أصف لك حالة أسرتى ليلة السفر من بكاء وعويل، وكأنى ذاهب إلى حبل المشنقة، وليس إلى دولة عربية يحلم الملايين بالسفر إليها، لكنى مضيت إلى هدفى بلا تردد، وهنا بدأت نقطة التحول الخطير فى حياتى، فبعد فترة قصيرة، التقيت بزميلة لى فى العمل، تزامن سفرنا معا إلى البلد الخليجى، ومع لقاءاتنا اليومية نشأت بيننا علاقة حب وحدثتها عن زيجتى السابقتين اللتين فشلتا بسبب عدم الإنجاب، وسألتها إن كانت تقبل الزواج بى أم لا، ووعدتنى بأن تعرض الأمر على أسرتها فى اجازة الصيف، وفى نهاية العام جئنا إلى مصر، واصطحبت أبى فى زيارة إليهم بالقاهرة، ووجدنا ترحيباً كبيراً منهم، وعقدنا الزواج، ثم سافرنا معا، وأتممنا الزفاف فى البلد العربى، واقبلت على حياتى معها، وأنا أحلم بحياة مستقرة وسعيدة، وحملت زوجتى سريعاً ووضعت طفلنا الأول قبل مرور عام على زواجنا، وغمرتنى السعادة بقدومه، واعتبرته فاتحة خير فى حياتى، بعد أن حققت حلم أبوى بالإنجاب، ولما حان موعد الاجازة السنوية، لم تأت زوجتى معى إلى القرية التى أقطن بها، وإنما طلبت أن تستأجر شقة فى القاهرة لتكون قريبة من أسرتها، فتنزل بها هى وابننا، وكان لها ماأرادت، ولما علم أبى وأمى وشقيقاتى بأنها لن تسكن فى شقتى بمنزلنا الريفى، تباينت ردود الأفعال، وظهرت الخلافات، خصوصاً أنها لم تفكر ولو فى مجرد زيارة أسرتى !.. وكانت اجازة سيئة انعكست بالسلب علىّ،ولم أفلح فى إثنائها عن موقفها، وكان هذا الموقف الغريب بداية للخلافات التى دبت بيننا.
وعدنا الى الدولة الخليجية من جديد، ومر عامان آخران شهدا أحداثاً متباينة، حيث رزقنا خلالهما بابننا الثانى، ومرض أبى مرضاً شديداً ثم رحل عن الحياة، حزينا على استئجارى شقة فى القاهرة وتركى المنزل الذى بناه بشقاء السنين، وما صاحب ذلك من كلام الناس فى القرية بأن زوجتى الثالثة أخذتنى من أهلى، وحاولت أن أشرح لأسرتى أن مايفكرون فيه، لا أساس له فى الواقع، وأنهم يحملون الأمور أكثر مما تحتمل ولكنى فشلت، وبعد ذلك بأسابيع رحلت أمى، وهى حزينة أيضاً، وبكيتها كثيرا، وتضاعفت صدمتى ببعد شقيقاتى عنى، حيث تزوجن جميعاً، وانصرفت كل منهن إلى بيتها وزوجها وأسرتها، وأغلقنا المنزل الذى صار سكنا لـ«البوم والغربان»!
وعدت إلى الغربة من جديد، ولم أزر مصر لسنوات طويلة، وكلما حان وقت الاجازة، أرفض المجىء إلى مصر، بينما تحرص زوجتى على اصطحاب ابنينا فى كل الاجازات لتقضيها بين أهلها.. وهكذا باعدت الأيام بينى وبين أهلى، وأسرة زوجتى، وافتقدت التواصل مع الجميع، وألحقت ولدّى بمدرسة أجنبية فى البلد العربى، وانحصر كل عالمى فى عملى، فكنت أقضى فيه وقتى كله، وأعود إلى المنزل للنوم فقط، وتولد حاجز نفسى بينى وبين زوجتى وولدى، وحاولت أن أحتويهما، لكنها فرضت سطوتها كاملة عليهما، وفوجئت فى إحدى الإجازات بأنها أنهت عقدها فى الخارج، واشترت شقة فى حى راق بالقاهرة، وألحقت الولدين بجامعة خاصة فى مصر، ثم كانت الطامة الكبرى بأنها حصلت على الطلاق بالخلع. بعد أن أثبتت أننى مقيم بالخارج بصفة دائمة، وحاولت أن أتفاهم معها، لكنها رفضت أى نقاش، وتقطعت كل خيوط الصلة بيننا، وغيرَّ ولداى أرقام هواتفهما، فجمعت أشيائى وأنهيت خدمتى، وعدت إلى مصر، واستقرت بى الحال فى منزل أبى القديم فى القرية التى نشأت فيها، وتلفت حولى فوجدتنى وحدى، إذ لم أعد أرى شقيقاتى وهن يعشن فى قرى مجاورة لنا.
وعرفت أن والد زوجتى قد رحل عن الحياة، بينما تعيش أمها معها، هى وابناى، وبعثت رسالة إليهما قلت لهما فيها إننى لم أقصر فى حقهما، وأن كل سعيى فى الحياة، وشقائى فى الدنيا، كان بسبب رغبتى فى الإنجاب. وأن فرحتى بهما لا تعادلها كنوز الدنيا، وليس لى غيرهما ولا يعقل أن يكون جزائى هو حرمانى منهما، فأنا لم أهملهما، لكن أمهما هى التى غدرت بى، لمجرد أننى رغبت فى الاقامة بالخارج إلى أن ينتهى عقدى، ويكفيها ماصنعته بأهلى عندما رفضت المعيشة معهم، ولو لبضعة أيام خلال الاجازات السنوية.
وقلت لهما أيضا، إننى عندما عدت إلى المنزل الفسيح فى قريتنا والذى تفوح منه رائحة الأسرة وعبق الماضى الجميل، لم أكن أرفض أن يعيشا فى القاهرة، بل إننى نويت أن أشترى لهما شقتين فيها، لكن أفضل ألا تنقطع صلتنا بأصولنا الريفية، ويبدو أننى كنت أبحث عن سراب، إذ لم يلق إبناى بالا برسالتى وتجاهلاها تماما!
اننى أحيا وحيدا فى قريتنا بإحدى محافظات وسط الدلتا، وأخشى أن أموت وحيدا بعد أن هجرنى الجميع بمن فيهم شقيقاتى، وأبناء أعمامى، وأريد أن أنبه قراءك عبر بريدك واسع الانتشار بألا تغريهم مظاهر الدنيا وملذاتها، فهناك جوانب كثيرة قد تكون مصدر سعادة، ونحن غافلون عنها، ولعل فى شريط حياتى الكثير من العظات، إذ هجرنى إبناى، ولم تنفعنى أموالى، وها أنا انتظر الموت وحيداً، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
< ولكاتب هذه الرسالة أقول:
لقد ضللت طريقك الى السعادة منذ البداية، عندما تصورت أنها فى إنجاب الأولاد، وتعجلت مجيئهم، فلم تصبر على زوجتك الأولى التى لم ترتكب إثما، أو تفعل ما يغضبك، وكانت واضحة معك، عندما تقدمت لخطبتها، فأخبرك أبوها بكل ما يتعلق بصحتها، وتأكدت من صدق كل ما قاله لك على لسان الطبيب، وقد حملت اكثر من مرة ولكن الله لم يقدر لك الانجاب فطلقتها وهى لم تكمل سن العشرين بعد، ثم تزوجت ابنة خالك التى طال بقاؤها معك بلا انجاب، فكان مصيرها الطلاق هى الأخرى، ثم رحت تبحث عن ضالتك فى الخارج إلى أن صادفت من ارتبطت بها، وأنجبت منها ولدين.. وهنا تصورت أن طائر السعادة حل عليك، بعد ان تحققت لك امنيتك الغالية، وعزلت نفسك عن أهلك ومعارفك، وفضلت البقاء فى الخارج، حتى الاجازة الصيفية التى تكون دائما فرصة لزيارة الأهل والأصدقاء، كنت تقضيها هناك، واعتقد أنك فعلت ذلك بهدف جمع اكبر قدر من المال، حتى ان زوجتك ضاقت ذرعا بتصرفاتك فخلعتك، وأنقذت نفسها من المعيشة الضنك التى كانت تحياها معك، وأحسب أن شراءها شقة بالقاهرة من مالها الخاص، هو المؤشر الواضح على ذلك، فلم تكن لتخسر شيئا لو أنك طاوعتها فى شراء شقة بالقاهرة، وتواصلت مع أهلك بالقرية التى نشأت فيها، وما كانت لترفض هذا الحل لو أنك اقترحته عليها فى حينه.
وأتذكر هنا قول الاحنف لمعاوية: «اولادنا ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، إن عصوا فارضهم، وإن سألوا فاعطهم، ولا تكن عليهم قفلا، فيملوا حياتك، ويتمنوا وفاتك».
نعم يا سيدى، فلقد ارتكبت خطأين جوهريين هما اللذان أوقعاك فى «بحر العذاب» النفسى، وأوصلاك إلى ما أنت فيه الآن من متاعب.. أما الخطأ الأول، فهو عدم صبرك على زوجتيك الأولى والثانية اللتين لم تنكر عليهما حسن العشرة وطيب النفس والقناعة، فالأولى تمنت رضاك ولو أمهلت نفسك بعض الوقت لرزقك الله منها بالذرية الصالحة، فكل يوم يتوصل الطب إلى ادوية ونظم علاج حديثة، والثانية أيضا، وهى ابنة خالك التى كان تطليقك لها بداية قطيعة أسرتها لكم، والخلافات والمشاحنات العائلية الناتجة عن زواج الأقارب ثم انفصالهم تماما عن أسرتكم.. وقد اردت ان تهرب من هذا العذاب النفسى بالسفر إلى الخارج.. وهناك ارتكبت الخطأ الثانى، وهو أنك تركت زوجتك الثالثة تفعل ما يحلو لها، بأن تقضى إجازتها فى القاهرة فى شقة استأجرتها خصيصا لها وتعود أنت إلى أسرتك بمفردك!، وهكذا بمرور الوقت تولد الجفاء بين اسرتيكما، وزاد من حدته أنها بثت فى نفسى ولديها «روح القطيعة» والبغضاء، وأنت منعزل على نفسك، ولا أدرى كيف تركتهما لسطوة زوجتك وأهلها، وأنت الذى خسرت حبك، وزوجتيك الأولى والثانية من أجل الانجاب.. إنه تصرف خاطئ تماما تجنى الآن ثماره المرة.
ويطول الحديث عن مفاتيح السعادة، إذ يراها البعض فى الماديات كالصحة والمال والجاه والسلطة، بينما يراها البعض الآخر فى المعنويات كالدين، والعلم، والصداقة ومساعدة المحتاجين، وقد يطلبها البعض بالجمع بين الماديات والمعنويات، ومن حكمة الله سبحانه وتعالى الا تتوقف السعادة على أسباب خارجية كالصحة والأجل والمال، مما لا يكون للإنسان يد فيه، وانما جعل السعادة داخلية مردها شعور «الرضا والطمأنينة»، وذلك بعد بذل الجهد والاستعانة بالله والتوكل عليه والرضا بقضائه.
والواقع أن نعمة السعادة بالايمان لا تدانيها نعمة أخرى، فالإنسان مع الله لا يشعر بالخوف أو الحزن، وإنما ينعم بالأمن والطمأنينة، ولا يتحقق الأمان بالمال أو الاولاد أو الجاه، وانما يتحقق بالاعتصام بالله تعالى، والالتزام بتعاليمه، حيث يقول تعالى «هو الذى أنزل السكينة فى قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم».. ويقول المتصوفون «لو علم الملوك ما ننعم فيه من رضا وسعادة، لنازعونا وقاتلونا على هذه النعمة».
ما أريد أن أقوله لك يا سيدى هو أن مفتاح سعادتك فيما تبقى لك من عمر فى يديك، فالحقيقة أن الايمان وحده هو الذى يحرر الإنسان من كل خوف أو حزن أو قلق، إذ لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، كما أن حاجة الإنسان إلى التدين هى كحاجته إلى الطعام والتنفس، وسيظل الايمان بالله والتوكل عليه، مفتاح السعادة وسرها، والضابط الذاتى لتوازن الإنسان.
إن الفرصة مازالت متاحة أمامك لتعيد حساباتك، وتحاول مد جسور الود مع شقيقاتك وعائلتك وابنيك، وانى أذكرهما بحقك عليهما، وما طالبهما به المولى عز وجل ببر الوالدين، ومصاحبتهما فى الدنيا بالمعروف، واذكر أمهما بأن تحذر عقاب الله، إذا أساءت اليك عندهما، فالواجب عليها أن تقرب المسافات بينكم، لا أن تصنع الفجوات، فإذا كانت ترغب فى عفو الله ورضاه فعليها ان تتوقف عن بث الكراهية فى نفسيهما تجاهك، وأن تشجعهما على التواصل معك، فهذا انفع لهما فى الدنيا والاخرة، وبه يسلمان من الألم النفسى والعقاب الالهى لعقوق الأبوين. والأفضل لهما أيضا ان يقدما نفسيهما لمن سيرتبطان بهما عن طريقك، «فمن ليس له كبير، يشترى له كبيرا»، كما يقولون، فما بالهما بأن يكون الكبير هو الأب الذى يحتويهما، وهما اغلى لديه من نفسه».. وفقك الله وسدد خطاك على طريق الحق، وهو على كل شىء قدير.