Home بأقلامهم فتحى بحيرى رئيس إتحاد النحالين العرب : يكتب عن تحديات المستثمرين والمربين فى قطاع تربية النحل

فتحى بحيرى رئيس إتحاد النحالين العرب : يكتب عن تحديات المستثمرين والمربين فى قطاع تربية النحل

فتحى بحيرى رئيس إتحاد النحالين العرب : يكتب عن تحديات المستثمرين والمربين فى قطاع تربية النحل
0

يُعتبر قطاع تربية النحل في مصر من الركائز الأساسية التي تُساهم في تعزيز الأمن الغذائي والبيئي، حيث يُعد النحل عاملًا رئيسيًا في تلقيح المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى إنتاج العسل ومنتجات النحل الأخرى ذات القيمة الاقتصادية العالية. ومع ذلك، يُواجه القطاع العديد من العقبات التي تُعيق نموه وتحد من فرص تطوره، مما يُثبط من جهود المربين والمستثمرين على حدٍ سواء.

أهم التحديات التي تواجه القطاع
1. نقص الدعم المالي للمربين
تعاني شريحة واسعة من مربّي النحل، خاصة صغار المربين، من صعوبة في الحصول على الدعم المالي اللازم لتطوير أعمالهم، حيث إن القروض الميسرة أو التمويل الحكومي شبه منعدم. ويؤدي ذلك إلى صعوبة توسيع نشاطاتهم وتحسين كفاءة الإنتاج.
2. غياب قاعدة بيانات لمربي النحل
لا توجد حتى الآن قاعدة بيانات دقيقة وشاملة تُسجل أعداد مربي النحل ومناحلهم في مصر، مما يجعل من الصعب تنظيم القطاع وتوجيه الدعم الحكومي أو الاستثمارات بشكل فعال. هذا النقص يؤدي أيضًا إلى تشتت الجهود في مكافحة الأمراض أو تطوير الإنتاج.
3. ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج
يشهد القطاع ارتفاعًا متزايدًا في أسعار الأدوات والمستلزمات الأساسية مثل الخلايا، والشمع، وأدوات الاستخراج، ومواد التغذية والسكر واحيانا عدم توفره هذا العبء المالي يحدّ من قدرة المربين على الاستمرار أو تحسين جودة الإنتاج.
4. صعوبة توفير الأدوية والعلاجات
يُعاني المربّون من نقص الأدوية البيطرية المتخصصة لعلاج الأمراض التي تُصيب النحل، مثل الفاروا والنوزيما. وحتى عند توفر هذه الأدوية، تُعتبر أسعارها مرتفعة جدًا، بالإضافة إلى غياب الرقابة الكافية لضمان جودتها وفعاليتها.
5. تأثير التغيرات البيئية والمبيدات الزراعية
التغيرات المناخية، مثل ارتفاع درجات الحرارة والتقلبات المناخية غير المتوقعة، تؤثر سلبًا على توفر المراعي الطبيعية للنحل. إلى جانب ذلك، يُمثل الاستخدام المفرط والعشوائي للمبيدات الزراعية تهديدًا مباشرًا على حياة النحل واستمرارية الخلايا.
6. ضعف الدعم الفني والإرشادي
هناك نقص كبير في البرامج التوعوية والإرشادية التي تُساعد المربين على تحسين تقنيات التربية وإدارة المناحل. كما يفتقر العديد من المربين إلى المعرفة بكيفية مكافحة الأمراض باستخدام أساليب مستدامة وحديثة.
7. ضعف التسويق وارتفاع تكاليف التصدير
يعاني قطاع تربية النحل من غياب خطط تسويقية فعالة تُبرز جودة العسل المصري، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التصدير التي تقلل من قدرة المنتجات المصرية على المنافسة في الأسواق العالمية.

تحديات المستثمرين في القطاع
• عدم وضوح السياسات الحكومية: غياب استراتيجية واضحة لدعم قطاع تربية النحل يؤثر سلبًا على قرارات الاستثمار.
• عدم وجود حوافز جاذبة: قلة الحوافز الاستثمارية تُثني المستثمرين عن الدخول في هذا القطاع الواعد.
• قلة الابتكار في المنتجات: محدودية التطوير والابتكار في المنتجات المشتقة من العسل والنحل تحد من تنوع مصادر الدخل في القطاع.

الحلول المقترحة
1. إنشاء قاعدة بيانات وطنية لمربي النحل: تُساعد قاعدة البيانات في تنظيم القطاع وضمان وصول الدعم للمستحقين، إلى جانب تحسين استجابة الدولة للأمراض والأزمات البيئية.
2. تعزيز الدعم المالي والتسهيلات: إطلاق برامج تمويل ميسر للمربين، إلى جانب تقديم منح لدعم صغار المربين.
3. خفض أسعار مستلزمات الإنتاج: يمكن تحقيق ذلك عبر دعم التصنيع المحلي للمستلزمات الحيوية وتشجيع استيرادها بأسعار تنافسية.
4. توفير الأدوية عالية الجودة: تحسين الرقابة على سوق الأدوية البيطرية وضمان توفرها بأسعار معقولة.
5. إطلاق حملات توعية وإرشاد: تنظيم برامج تدريبية للمربين حول أفضل ممارسات التربية ومكافحة الأمراض.
6. تعزيز التسويق والتصدير: الاستثمار في حملات تسويقية دولية تُبرز جودة العسل المصري، مع تبسيط إجراءات التصدير ودعمها.
7. تشجيع الاستثمار: تقديم حوافز استثمارية مثل الإعفاءات الضريبية للمستثمرين في هذا القطاع، إلى جانب إنشاء مناطق خاصة للمناحل.

ختامًا

إن قطاع تربية النحل في مصر يمتلك إمكانيات واعدة تُسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني ودعم الأمن الغذائي. ومعالجة التحديات القائمة، سواء من خلال توفير الدعم المالي والتقني أو إنشاء قاعدة بيانات شاملة، تُعد خطوات ضرورية لتحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع، وضمان استدامته