Home بأقلامهم الأمن النووي والبلطجة الأمريكية.. للكاتب الصحفى طارق السنوطى
0

الأمن النووي والبلطجة الأمريكية.. للكاتب الصحفى طارق السنوطى

الأمن النووي والبلطجة الأمريكية.. للكاتب الصحفى طارق السنوطى
0

الأمن النووي والبلطجة الأمريكية…..  لا يمكن الفصل بين ما تقوم به أمريكا من ممارسات أقل ما توصف به إنها بلطجة والكيل بمكيالين في العالم من شرقه إلي غربه وبين فاعليات قمة الأمن النووي التي عقدت الأسبوع الماضي في واشنطن

والتي حضرها52 دولة من بينها مصر حيث رأس الوفد المصري وزير الخارجية سامح شكري حيث انتهت تلك القمة دون أي نتائج حقيقية تجاه التهديدات الإرهابية التي يواجهها العالم خاصة في الشرق الأوسط والتي تسعي إدارة الرئيس أوباما إلي تصدير مفهوم مغلوط للعالم مفاده أن واشنطن تسعي لمحاربة الإرهاب بينما الواقع الفعلي يؤكد عكس ذلك تماما. فبعدما نجحت واشنطن في تنفيذ جانب كبير من سياستها الخارجية الفاشلة في الشرق الأوسط والتي أدت إلي تدمير العراق وسوريا وليبيا وزيادة فاعلية الإرهاب بدأت في السنوات الأخيرة تتجه نحو جنوب شرق آسيا في منطقة آسيا والباسفيك في محاولة منها لوقف النمو الصيني وتحجيم كوريا الشمالية وتقليم أظافرها اقتصاديا من خلال زيادة الحصار الدولي عليها وفرض المزيد من العقوبات بسبب برنامجها النووي والذي تري واشنطن أنه يمثل خطرا بالغا علي أمن واستقرار منطقة جنوب شرق آسيا والعالم أجمع بينما تغمض واشنطن وبكل بجاحة عيونها عن البرنامج النووي الإسرائيلي علي أساس أنه لا يمثل أي خطورة علي منطقة الشرق الأوسط والعالم بل إن إسرائيل وبرنامجها النووي يهدفان إلي تحقيق السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي باقي العالم بدعم واضح من واشنطن.

وأعتقد أن السياسة الأمريكية في التعامل مع الملف النووي في كوريا الشمالية والملف النووي الإسرائيلي تثبت تماما سياسة المعايير المزدوجة التي تتبعها واشنطن في التعاطي مع تلك القضية الحساسة في العالم خاصة وأن واشنطن تكثف جميع جهودها دوليا وإقليميا للضغط علي كوريا الشمالية بسبب برنامجها وتجاربها النووية والتي تري بيونج يانج إنها حق طبيعي لها في الدفاع عن النفس وقوة ردع أمام الجبروت والقوة الأمريكية المفرطة الموجودة في كوريا الجنوبية وأيضا قوة ردع في وجه العمليات العسكرية المشتركة التي تتم بين واشنطن وكوريا الجنوبية وتري بيونج يانج وهي رؤية واقعية أنها تهدد أمنها وسلامتها وتزيد من التوتر القائم في شبه الجزية الكورية. والمؤكد أن قمة الأمن النووي ليس الهدف منها مواجهة الإرهاب فقط بل أيضا تسليط الضوء علي ضرورة وأهمية زيادة العقوبات الدولية علي كوريا الشمالية والتي كنا نتمني أن تقوم واشنطن بنفس الدور والتركيز علي محاصرة إسرائيل حتي تستجيب للمجتمع الدولي وتتخلص من ترسانتها النووية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة ولكن واشنطن لا تري سوي أن إسرائيل وترسانتها النووية تشكل أي خطورة علي العالم بل أن محور الشر يكمن في كوريا الشمالية فقط وكأن واشنطن تريد أن تؤكد للعالم أن ما تمتلكه كوريا الشمالية سلاح نووي مدمر بينما ما تمتلكه إسرائيل يعتبرسلاحا نوويا مسالما وبالتالي فإن واشنطن يوما بعد يوم تفقد مصداقيتها في العالم خاصة في الشرق الأوسط الذي عاني كثيرا بسبب السياسات الأمريكية الخاطئة.

ولذا فإن كل الشواهد تؤكد فشل القمة الرابعة للأمن النووي في واشنطن بسبب إصرار الإدارة الأمريكية علي الاستمرار في سياسة الكيل بمكيالين ليس في قضية الأمن النووي فقط بل في العديد من القضايا في مقدمتها تعريف الإرهاب وكيفية التعامل معه وبالتالي فإن الإدارة الأمريكية والتي فقدت الكثير من مصداقيتها لابد أن تعيد النظر في سياستها تجاه القضايا الدولية الحساسة خاصة ما يتعلق منها بأمن العالم سواء في الشرق الأوسط أو منطقة جنوب شرق آسيا.

telsonoty@yahoo.com