كتب أحمد حمدي
أقامت شعبة السرد باتحاد الكتاب ندوة ثقافية احتفلت فيها بالأديب الراحل يوسف السباعي حيث تمر هذه الأيام ذكرى وفاته السادسة والأربعين.
قدمت الأمسية الأديبة الإعلامية عطيات أبو العينين رئيسة شعبة السرد باتحاد الكتاب في حضور لفيف من الأدباء والنقاد منهم الأديب والناقد د. عاطف بهجات أستاذ الأدب الحديث بكلية الألسن بجامعة عين شمس، ود.طارق منصور الأستاذ بجامعة عين شمس والإعلامي د. صلاح معاطي ود. صبري زمزم مدير تحرير الأهرام، والمخرج المسرحي مجدي مرعي والأديبة د. شروق كمال والناقدة عزة أبو العز والشاعر صالح شرف الدين، والناقد د. سلامة تعلب، ود.منال أستاذة الأدب الحديث بكلية الألسن.
وفي البداية قدمت د. عطيات أبو العينين نبذة عن الأديب يوسف السباعي حياته ومشواره الأدبي ومؤلفاته، منها الرومانسية ومنها الاجتماعية، ولا سيما رواية أرض النفاق.
وفي كلمته حلل د. عاطف بهجات عتبات النص الخاصة بالرواية حيث حلل الإهداء وكيف أهداه السباعي لنفسه ولماذا وعلام يدل ذلك، وتطرق إلى العنوان أرض النفاق، ثم الغلاف وعناصره ثم المقدمة، ثم معالجة الأديب لقضايا وموضوعات شغلت كثيرا من الأدباء ولكنه تناولها بشكل يمزج بين الحقيقة والإبداع.
أما د. طارق منصور فأشار إلى أسلوب السباعي المميز المشوق الذي يجذب القارئ من أول كلمة في الرواية إلى آخر كلمة فيها، وروحه الخفيفة الظل الساخرة التي يعري بها المجتمع المصري في الأربعينيات، حيث شيوع الجهل والفقر والفشل والنفاق، ثم وجه خطابه للأمة العربية في أعقاب نكبة ١٩٤٨، وقد صرخ في وجه الأنظمة العربية والجيوش العربية التي تخاذلت فانهزمت أمام عصابات الصهيونية حيث واجهتها بلا عتاد ولا تخطيط ولا تسليح مناسب حينئذ، ما أدى إلى احتلال الأرض العربيةوتهجير سكانها وتشريدهم، ثم التفت إلى ظاهرة التسول، وشيوع النفاق والفساد للتى كانت تستدعي ثورة وكأنه كان يستشرف ثورة يوليو التي حاربت الجهل والفقر.
أما د. صلاح معاطي رئيس شعبة الخيال العلمي باتحاد الكتاب فأشار إلى روعة أعمال يوسف السباعي الخمسة والخمسين في مجملها وخص بالذكر مجموعتي اثنا عشر رجلا واثنتا عشرة امرأة، و رواية أرض النفاق، التي مزج فيها بين الرواية الأدبية والخيال العلمي، فقد ابتكر فكرة حبوب تغير أخلاقيات متعاطيها وفي العلم الحديث تحول الى حقيقة عن طريق جينات تغير سلوكيات الإنسان.
وأشار د. صبري زمزم مدير تحرير الأهرام إلى الجانب الصحفي في حياة الأديب يوسف السباعي، وأنه بدأ مشواره مع الصحافة منذ كان طالبا في المدرسة الثانوية حتى أصبح رئيسا لتحرير ومجلس إدارة الأهرام، ثم نقيبا للصحفيين، وهذه الرواية تجمع بين الرواية الأدبية والخيال العلمي، مع البراعة في تحليل الشخصية المصرية في الأربعينيات.
د. منال غنيم أستاذة الأدب الحديث بكلية الألسن، قدمت مقارنة بين نجيب محفوظ ويوسف السباعي في التعبير عن أحداث عصرهما، من حيث الناحية الفنية بين المباشرة والتناول الفني.
الشاعر صالح شرف الدين أشار إلى الخيال والواقع والصراع بينهما في هذه الرواية وروعة يوسف السباعي في إدارة أحداث الرواية وإن كان استخدم المبالغة لكن هذا مقبول لنقد المجتمع وسلبياته.
الناقد د. سلامة تعلب لو أخذنا الجوانب الاجتماعية والسياسية التي عالجها السباعي في هذه الرواية لوجدنا أنها استحوذت على معظم أجزاء الرواية وقد غلبت عليها الحكاية على جانب السرد، ولكنه بالغ في الاستطراد في بعض الأحيان فأخرجنا من متعة متابعة الجانب الروائي، والخيال العلمي والفانتازيا مدخل مقبول في هذه الرواية لأن علاج هذه الظواهر يستعصى على أي مفكر أو منظّر أو مصلح اجتماعي.