Home أخبار اخبار دولية السلطان قابوس بن سعيد يستقبل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية
0

السلطان قابوس بن سعيد يستقبل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية

السلطان قابوس بن سعيد يستقبل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية
0

 

استقبل السلطان قابوس بن سعيد  سلطان عمان الرئيس الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي وصل إلى السلطنه في زيارة عمل تستغرق يومًا واحدًا. وقد أجريت للرئيس الإيراني مراسم استقبال رسمية فى قصر العلم العامر وكان  السلطان قابوس بن سعيد في مقدمة المستقبلين والمرحبين بالرئيس الإيراني. حيث اصطحبه إلى منصة الشرف فعزف السلام الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية بينما أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لروحانى. بعدها صافح السلطان قابوس بن سعيد الوفد الرسمي المرافق للدكتوررئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية .

تأتي هذه الزيارة تعزيزًا للتعاون الثنائي المثمر القائم بين السلطنة والجمهوريةالإسلامية الإيرانية، وحرصًا من قيادتي البلدين على الارتـقاء به إلى ما يحقق المزيد من تطلعات الشعبين العُماني والإيراني الصديقين ويعود عليهما بالخير والنفع في العديد من المجالات.

وتكتسب زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى سلطنة عُمان أهمية محورية في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والتي تنحو بها إلى استشراف أفاقاً مستقبلية رحبة في العلاقات السياسية بين دول المنطقة.

تأتي هذه الزيارة على خلفية جملة من التطورات السياسية كانت سلطنة عُمان هي المحور الرئيسي فيها، إذ شهدت الفترة السابقة زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري للسلطنة وما ترتب عليها من نتائج إيجابية تصب في مصلحة العلاقات الخارجية لمصر وتوجهاتها الجديدة في المنطقة، يدعمها النظرة العُمانية لمحورية الدور المصري.

وكعادتها تنسج سلطنة عُمان على منوال اللحمة العربية لصالح مستقبل المنطقة برمتها، فقد أرسل السلطان قابوس رسالة مهمة لأمير الكويت تتعلق بمستقبل علاقات دول المنطقة، وتلا ذلك ترحيب عُماني لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للسلطنة في أي وقت، ومباحثات الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس مع المسئولين في سلطنة عُمان، وأشاد بما تقدمه عُمان من دعم متواصل للمنظمة الدولية ولإسهام السلطنة الإيجابي في تشجيع الحوار والتوافق لحل المنازعات سلميا مما أكسبها احترام الجميع.

وإذ كانت الزيارة تأتي حرصاً من قيادتي البلدين “سلطنة عُمان وإيران” على الارتـقاء بمستوى التعاون الثنائي بينهما إلى ما يحقق المزيد من تطلعات الشعبين العماني والإيراني ويعود عليهما بالخير والنفع في العديد من المجالات.

فإن نتائج محادثات السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان والرئيس حسن روحاني تتجاوز بآثارها ونتائجها الإيجابية البعد الثنائي ، لتمتد على الأرجح ، الى البعد الخليجي والإقليمي الأوسع ، وهو أمر طبيعي بحكم خبرة العمل بين البلدين من قبل ، بالنسبة لجوانب وقضايا مختلفة ، أسهمت بالفعل في تعزيز مناخ السلام والاستقرار ، وفتحت الطريق لتقارب اكبر بين الأطراف المعنية ، وهو ما تحتاج إليه المنطقة وشعوبها الآن بشكل كبير.

وفي الوقت الذي تتعرض فيه المنطقة للكثير من التحديات والتهديدات، فإنه من الطبيعي أن تتوجه الأنظار إلى سلطنة عُمان بحكم محورية علاقاتها بكل الدول العربية والإقليمية والعالمية.

إذ تستند السياسات العُمانية الخارجية على أسسٍ متينةٍ وركائز راسخة تستمد حكمتها وقوتها من الفكر المستنير لقيادتها السياسية، فباتت السلطنة بفضل هذه السياسات قِبلة لمساعي السلام الإقليمي والعالمي على السواء.

ويؤكد خبراء ومحللون أن دبلوماسية السلام ومساعي الاستقرار التي تقودها السلطنة، قد أكسبت الدولة العمانية مزيدًا من التقدير العالمي والإشادات على مُختلف المستويات، فقد حرصت السلطنة خلال مسيرة نصف قرن تقريباً، على دعم أواصر التّعاون وتشجيع العلاقات الثنائية البناءة التي تخدم مصالح الشعوب، وتحقق ما فيه الخير والسلام لمُستقبل الأوطان.

وقادت دبلوماسية الحكمة العمانية جهود التوصل إلى الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية ممثلة في مجموعة “خمسة زائد واحد”، حيث استضافت مسقط مباحثات التوصل إلى صيغة تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة، فالدور العماني لم يتوقف عند الملف الإيراني، بل تخطاه ليمتد من اليمن جنوباً إلى سوريا شمالاً ثم ليبيا غرباً، وهي جهود تتواصل بحثا عن ما يكفل بسط السلام في هذه البقاع الملتهبة من المنطقة.

ودائما ما تؤكد السلطنة على أن المنطقة يجب أن تنعم بالسلام من خلال تبني حزمة من العوامل الداعمة لبلوغ هذا الهدف، من خلال بناء علاقات تقوم على أسس متينة وقوية من الصراحة، والالتزام الواضح الذي لا يقبل التأويل بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون بحسن نية، وهي عوامل إذا ما توافرت جميعها تحقق السلام بين مُختلف الدول، والذي سينتج عنه نشر التنمية المستدامة ومواكبة التقدم العلمي والمعرفي بدلاً من الدماء والحروب.

وهو ما تحتاج إليه المنطقة بشدة في الظروف الصعبة الراهنة ، والتي تتفاقم فيها الهجمة الإرهابية على نحو غير مسبوق .

إجمالاً يمكن القول أن النشاط الدبلوماسي الذي تشهده سلطنة عُمان خلال الفترة الحالية، إنما يترجم الرؤية الحكيمة بضرورة العمل على حل مشكلات المنطقة والعالم بالطرق السلمية بعيداً عن الصراعات المسلحة والحلول غير السلمية، لضمان سعادة البشرية.